Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أسعار العملاتالفوركس للمبتدئينتعليم الفوركس

مبادئ إدارة المخاطر عند التداول في سوق الفوركس

مفهوم التداول

من المعروف أن التداول هو عبارة عن عملية تبادل السلع والخدمات ما بين طرفين أو أكثر في السوق. لذلك إن كنت تحتاج إلى وقود لسيارتك على سبيل المثال، فإنك سوف تذهب إلى محطة الوقود وتقوم بعملية تبادل تجاري، فتقوم بدفع قدر معين من الدولارات في مقابل الحصول على الوقود.

وتاريخيا، كانت عملية التبادل التجاري تتم بأسلوب المقايضة، بمعنى أنه بدلا من استخدام النقود كوسيلة للشراء والبيع، فإنه يتم تبادل سلعتين مع بعضهم البعض، أو سلعة مقابل خدمة على سبيل المثال. وفي تلك الطريقة يكون من السهل التحكم في مستويات المخاطرة في العمليات اليومية. فعلى سبيل المثال إن كان الشخص (1) لديه تفاحة ويريد الحصول على برتقالة الشخص (2)، فإنه من أجل التحكم في المخاطرة يمكنه أن يسأل الشخص (2) بإظهار برتقالته قبل أن يعطيه التفاحة. ولكن في الوقت الحالي ومع استخدام النقود أصبح التحكم في المخاطر أكثر صعوبة قليلا، وهذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال.

ما هي أسباب مخاطر التداول؟

كما أشرنا، كانت معدلات المخاطرة في السابق أقل من تلك التي تتعرض لها التعاملات التجارية في الوقت الحالي، حيث تكون معدلات المخاطرة أحيانًا في الوقت الحالي خارج السيطرة بشكل كبير، وذلك بسبب سرعة تنفيذ الصفقات بصورة كبيرة نظرا لدخول الأدوات التكنولوجية في واستخدام شبكات المعلومات الدولية في الأمور المالية بصورة كبيرة. وفي سوق الفوركس أصبح هناك بعض المتداولين المحظوظين الذين يستطيعون تحقيق أرباح في أقل من ستين ثانية فقط، ولكننا نعتبر أولئك المتداولين هم في حقيقة الأمر مقامرين أكثر منهم مستثمرين. ما نود قوله أن ارتفاع سرعة تنفيذ العمليات التجارية في الوقت الحالي أدى إلى ارتفاع معدلات المخاطرة بصورة كبيرة.

ويكمن الفرق بين المضارب والمقامر في كيفية ادارة المخاطر في التداول. على سبيل المثال يقوم المضارب بعمل إدارة جيدة للمخاطر التي يتحملها في السوق المالي. أما المقامر فلا يقوم بحساب معدلات المخاطرة الخاصة به. وإنما يعتمد على الدخول والخروج من السوق بمعدلات مخاطرة مرتفعة للغاية دون حساب.

 

أساليب التداول في سوق الفوركس

في الحقيقة فإنه هناك ثلاث طرق للتداول في سوق الفوركس:

  1. الطريقة الأولى هي زيادة الكمية المملوكة من العملة كلما انخفضت قليلا وذلك من أجل تقليل تكلفتها في المحفظة على أمل أن يرتد سعر العملة في الاتجاه المطلوب مرة أخرى. وفي حالة حدوث ذلك فإنه سوف يكون من الممكن تحقيق أرباح أعلى.
  2. الطريقة الثانية فإنه يتم بيع نصف الكميات كلما انخفضت الأسعار إلى نسب معينة، في حين أن يتم إضافة كميات أخرى كلما ارتفعت الأسعار. أو بمعنى أصح يتم البيع في الصفقات الخاسرة ويتم إضافة كمية إضافية من العملة إلى الصفقات الرابحة. وبناءا على تلك النظرية فإنه يتم زيادة حجك الصفقات الرابحة مما يؤدي إلى زيادة معدلات الأرباح المحققة في حين أنه يتم تصفية الصفقات الخاسرة مما يؤدي إلى التقليل من حجم الصفقات الخسارة التي من الممكن أن تتحقق. وبصورة عامة، تعتبر تلك الطريقة مناسبة أكثر للمتداولين من خلال الانترنت، حيث تحمي المحفظة الاستثمارية من تفشي الخسارة في الوقت الذي تؤدي فيه في الوقت ذاته إلى ارتفاع معدلات الربحية.
  3. الطريقة الثالثة فهي المضاربة أو الدخول والخروج السريع في السوق.

وفي كل الأحوال، يجب أن نعلم أنه لا يتم فتح صفقة معينة في سوق الفوركس إلا بعد دراسة كل الأبعاد و ادارة المخاطر في التداول الخاصة بتلك الصفقة ومعرفة اتجاه الاحتمالات الخاصة بها في أي اتجاه، وذلك لتلافي الوقوع في أخطاء كبيرة في السوق.

خطوات ادارة المخاطر في التداول

تقييم احتمالات الربح والخسارة

أول خطوة في عملية ادارة المخاطر في التداول هي حساب الاحتمالات الخاصة بنجاح الصفقة التي يتم فتحها. ومن أجل معرفة ذلك فإنه يتم دراسة العوامل الخاصة بالعملة التي يتم التعامل فيها سواء من ناحية التحليل الأساسي أو التحليل الفني. ولذلك فإنه يجب عليك أن تفهم كيفية حركة السوق الذي تقوم بالتداول فيه. ويجب أيضا أن تتابع حركة السعر من أجل معرفة الحالة النفسية المسيطرة على المتعاملين بصورة كبيرة وذلك من خلال استخدام الرسوم البيانية.

وبمجرد ما إن تم اتخاذ القرار المناسب بالنسبة للصفقة فإن الخطوة التالية وهي الخطوة الهامة بصورة كبيرة أن يتم تحديد مدى المخاطرة التي من الممكن تحملها، ومن خلال تلك الحسابات يتم إدارة تلك المخاطر.

ولكن حتى وإن سارت الأمور في نفس السياق الذي كنت تتوقعه فإنه يجب عليك رسم الخط الذي تقرر عنده الخروج من السوق والاكتفاء بما تم تحقيقه من أرباح مهما كان أداء السوق بعد ذلك. وفي الحقيقة فإن الفرق بين تحديد نقطة الخروج ونقطة دخول السوق هي مسافة يتم تحديدها بناءً على معدلات المخاطرة. وعند ادارة المخاطر في التداول فإنه يجب عليك نفسيا في البداية تقبل تلك المخاطرة قبل الدخول في الصفقة نفسها، وتقبل فكرة أنه من الممكن أن يتحول المركز المالي المفتوح إلى خسارة. فإن كانت المخاطرة مقبولة بالنسبة لك إذن فإنه يتم فتح الصفقة بدون تردد. إما إذا كانت المخاطرة أعلى مما تتحمل فإنه يتم تغيير الإعدادات الخاصة بتلك الصفقة مثل الانتظار أو تقليل حجم الكمية التي كنت تود التعامل عليها على سبيل المثال.

وبما أن المخاطرة هي الوجه المقابل للربح، فكما تم في الخطوة السابقة رسم خط لتحديد المستوى الذي سوف يتم عنده الاكتفاء بالأرباح التي تم تحقيقها والخروج من السوق، فإنه يتم أيضا في الاتجاه المقابل رسم خطا أخرا للخروج من الصفقة لحماية المحفظة من تفشي الخسارة فيها وذلك من خلال نقطة وقف الخسارة. ونظريًا، تكون معدلات المخاطرة حينها قد أصبحت صفرا وذلك لأن كل الأمور أصبحت محسوبة وفقا لما تراه مناسبا لمحفظتك. وبجانب كل ذلك فإنه يجب عليك أن تعرف الفرق بين أوامر التداول المشروطة وأوامر وقف التداول وأيضا أوامر التنفيذ اللحظي في سوق الفوركس.

 

دراسة السيولة في سوق الفوركس

الخطوة التالية في ادارة المخاطر في التداول هي دراسة السيولة. والسيولة تعني أنه يكون هناك عدد كافي من المشتريين والبائعين عند سعر معين، بحيث أنه يتيح لك حرية التنفيذ بسهولة وسرعة على أي سعر تريد التنفيذ عليه. وفي سوق الفوريكس لا تمثل السيولة (على الأقل في العملات الرئيسية) مشكلة على الإطلاق، حيث أنه من مميزات سوق الفوركس أن معدلات السيولة فيه مرتفعة للغاية، وقد تصل التداولات اليومية قد تصل في بعض الأحيان إلى 6.6 تريليون دولار.

ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون السيولة متوفرة بشكل كبير عند كل الوسطاء، أو أن تكون متوفرة بهذا الشكل على كل العملات. فبالتأكيد هناك بعض العملات التي تكون أكثر سيولة من عملات أخرى. وبالنسبة للسيولة لدى شركة الوساطة فإنها بالتأكيد تؤثر على أداء المتداول في السوق بصورة كبيرة، إلا في حالة قيامه بالتنفيذ عن طريق أحد المتعاملين الرئيسيين مباشرة في السوق. وفي الحقيقة فإن المخاطر المتعلقة بشركات الوساطة ليست مجال الحديث في هذا المقال، ولكن باختصار فإنه يفضل التعامل مع شركات تكون معروفة ولها تاريخ وسمعة طيبة وسط المتداولين في سوق الفوركس من أجل تقليل معدلات المخاطرة المتعلقة بهذا النوع.

 

المخاطرة في فتح صفقة واحدة في سوق الفوركس

من الجوانب الأخرى المتعلقة بمعدلات المخاطرة هو تحديد حجم رأس المال الذي تستغله في فتح صفقة جديدة. ومن الممكن تحديد نسبة المخاطرة عن طريق تحديد نسبة معينة من إجمالي رأس المال المستخدم.  فعلى سبيل المثال فإنه يتم تحديد نسبة 2% من إجمالي رأس المال كحد أقصى للخسارة في كل عملية يتم فتحها. فعلى سبيل المثال إن كان الحساب يحتوي على 5,000 دولار، فإن أقصى نسبة خسارة من الممكن تحملها في العملية الواحدة لا يجب أن تزيد عن 2% من ذلك الرقم أي 100 دولار. وبهذا المعدل ن من الممكن تنفيذ 50 عملية خاطئة وذلك قبل أن يتم تصفير الحساب الخاص بك، مما يعني أنك تعطي لنفسك فرصة كبيرة للبقاء أطول فترة ممكنة في سوق الفوريكس؟

 

كيف تقيس معدلات المخاطرة بصورة عملية؟

في الحقيقة فإن أفضل طريقة قياس المخاطرة على كل عملية من الممكن شرحها في الرسم التالي:

 

الشكل(1) اليورو/دولار أمريكي الرسم البياني للساعة.

 

في الرسم البياني السابق، تم تحديد أول نقطة وقف للخسارة عند مستويات 1.3534. وقد تم اختيار تلك النقطة من أجل إعطاء السوق الفرصة للحركة دون تنفيذ أمر وقف الخسارة ومن ثم تعاود الأسعار الارتفاع مرة أخرى فيكون قد تم الخروج بدون داعي. ومن أجل ذلك الهدف أيضا تم تقليل نقطة وقف الخسارة ثلاث أربع نقط فقط حتى تكون متوافقة مع رقم كامل عند 1.3530.

 

كان قد تم تحديد نقطة دخول في الزوج السابق في سوق الفوركس عند مستويات 1.3580، وهو مستوى أعلى من القمة التي تم تكوينها على الرسم البياني للساعة. وفي تلك الحالة فإن الفرق بين سعر الدخول ونقطة وقف الخسارة سيكون 50 نقطة. ولنفترض أن الحساب قيمته 5,000 دولار وكما نعلم أن معدل المخاطرة المسموح به 2% من إجمالي رأس المال إذن أقصى خسارة مسموح بها 100 دولار.

 

ولنفترض أن الحساب المستخدم هو حساب مصغر، أي أن قيمة النقطة الواحدة في الزوج تساوي تقريبا دولارا واحدة. ومعنى قبول مخاطرة 50 نقطة (الفرق السابق حسابه) فإن الخسارة سوف تكون 50 دولار، وبالتالي فإنه من الممكن فتح صفقة بعقد أو عقدين مصغرين لأنه في تلك الحالة فإن تلك الكمية لن تؤدي إلى مخالفة قاعدة المخاطرة 2% كحد أقصى.

 

الرافعة المالية في سوق الفوركس

من أهم جوانب قياس معدلات المخاطرة أيضا هو التحكم في الرافعة المالية. وكما هو معروف فإن الرافعة المالية هي عبارة عن استخدام أموال تم اقتراضها من أجل التداول بها في السوق. ويبدو ذلك النظام معروفا ومستخدما في سوق الفوريكس بصورة كبيرة. فعلى سبيل المثال فإنك إن قمت بفتح حساب في سوق الفوريكس بقيمة 1000 دولار فإن القيمة التي تتداول بها في السوق قد تصل إلى 100,000 دولار وذلك باستخدام رافعة مالية 100:1. وفي الحقيقة فإن خسارة نقطة واحدة في ذلك المثال فإنها تؤدي إلى انخفاض الحساب قيمة 10 دولار.

 

وفي الحقيقة فإن من مميزات التداول في سوق الفوركس هو إتاحة الفرصة باستخدام نسب عالية من الروافع المالية مقارنة بالأسواق المالية الأخرى الأمر الذي يعني عدم الحاجة لاستخدام رؤوس أموال مرتفعة لتحقيق فروق عالية في الحساب. ولكن يجب أن نعلم أيضا أن استخدام الروافع المالية قد يكون سلاحا ذو حدين، فكما أن له إيجابيا كبيرة عند تحقيق أرباح فإن له سلبيات أيضا في حالة تحقيق خسائر فإنه يؤدي إلى تعظم الخسائر بصورة كبيرة.

(راجع المقال التالي: الرافعة المالية في سوق العملات سلاح ذو حدين)

 

ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه في حالة إتباع سياسة إدارة مخاطر جيدة فإن ذلك قد يؤدي إلى عدم الوقوع في الصفات السيئة التي من الممكن أن تتسبب فيها الروافع المالية. وبالتالي فإنه يكون من الممكن تعظيم الفوائد الخاصة بالروافع المالية وتقليل العيوب.

 

يجب على كل متداول أن يتحمل مسئولية قراره، ففي التداول تعتبر الخسارة جزءا لا يمكن تفاديه بنسبة 100%، ولكن يجب على كل متداول أن يتقبل حقيقة أنه من الممكن تحقيق خسارة في أي وقت حيث أن الخسارة في حد ذاتها لا تعتبر فشلا. وإنما المطلوب هو أن يتم إتباع سياسات من شأنها التحكم في حجم تلك الخسائر بقدر الإمكان، بدلا من ترك الصفقة المفتوحة مستمرة في الخسائر حتى ينتهي الأمر بخسارة كل الأموال التي يتم التداول بها.

 

وكما أشرنا فإن الحل الوحيد من أجل التحكم في الخسارة هو إتباع سياسات إدارة المخاطر ويجب الالتزام بالقواعد الخاصة بها بقدر الإمكان، وعدم الوقوع في فخ الغرور الذي يصحب اتخاذ مجموعة من القرارات الصحيحة، حيث أن ذلك سوف يؤدي إلى الفشل بعد ذلك حتما.

(راجع المقال التالي: مبادئ الإدارة المالية )

ولعل من أفضل الطرق في الحفاظ على العادات السليمة للتداول والتي لا تؤدي إلى تحقيق خسائر في المستقبل أن يتم عمل مثل ملخص عن كل عملية تم العمل فيها، مثل أن يتم كتابة أسباب الدخول أو الخروج وما هي القواعد التي قمت بإتباعها عند تنفيذ تلك العملية، وفائدة ذلك الملخص هو عدم الوقوع في فخ الغرور وأيضا يمكنك من تكرار تجارب النجاح أو تلافي تجارب الفشل في المستقبل مرة أخرى.

 

الخلاصة

تعتبر معدلات المخاطرة من أهم قواعد التداول، ويجب إدارتها بصورة جيدة من أجل عدم تفشي الخسارة في المحفظة الاستثمارية. وفي الحقيقة فإن دور إدارة المخاطر يرتفع بصورة كبيرة في حالة استخدام الرافعة المالية في أسواق عالية السيولة مثل سوق الفوركس. وعلى الرغم من أن الروافع المالية تعتبر سلاحا ذو حدين، إلا أن استخدام إدارة المخاطر بصورة صحيحة من الممكن أن يعمل على تعظيم فوائد الرافعة المالية وتقليل سلبياته بصورة كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى