الدرس الثاني عشر: قوة نماذج الشموع اليابانية | الجزء الرابع
نماذج الشموع المتفرقة - نموذج النافذة الصاعد - ونموذج النافذة الهابط
في المقالات السابقة، قمنا بدراسة نماذج و اشكال الشموع اليابانية الانعكاسية، حيث تساعدنا هذه النماذج على اتخاذ قرار سواء بفتح صفقة جديدة أو بتطبيق قواعد إدارة المحافظ بإغلاق صفقة. والآن سوف نستعرض في هذا المقال نموذج استمراري يدل ظهوره ضمنيًا على احتمالية استمرار اتجاه السعر السابق لظهوره. ويترادف اسم هذا النموذج، المُسمّى بـ ” نموذج النوافذ ” مع النموذج المعروف في التحليل الفني التقليدي الذي يسمى بـ “الفجوة السعرية”. وسوف نناقش في هذا المقال مفاهيم التحليل الأساسي الخاصة بظهور نموذج ” النوافذ ” و اشكال الشموع اليابانية فيه، وكيف يمكن تطبيق هذا النموذج في انماط الشموع اليابانية الأخرى بشكل مختلف. كما سنتحدث عن بعض المفاهيم العامة التي يتم تطبيقها على اتجاه السعر.
في هذا المقال سوف نتحدث عن:
- تعريف نموذج “النافذة”.
- كيف تختلف “النافذة” الصعودية عن “النافذة” الهبوطية.
- كيف تعمل نماذج “النوافذ” كمناطق دعم ومقاومة.
- لماذا تعتبر أسعار الإغلاق في غاية الأهمية عند إغلاق نماذج “النوافذ”.
- لماذا لا يعتبر الحجم عامل هام في نماذج “النوافذ”.
- أين تقع مناطق الدعم في نماذج “النوافذ” الكبيرة.
- لماذا من المهم التداول في نفس اتجاه السعر وعدم مخالفته.
المصطلحات الأساسية عن اشكال الشموع اليابانية الواردة في هذا المقال:
- النافذة.
- النافذة الصعودية.
- النافذة الهبوطية.
- الفجوة السعرية.
في اساسيات التحليل الفني، تنقسم أنواع النماذج على الرسم البياني بشكل عام إلى نوعين: النماذج الانعكاسية، والنماذج الاستمرارية. والآن فقد أصبحنا على معرفة تامة بالإجراء الذي علينا اتخاذه عند ظهور النماذج الانعكاسية في الشموع اليابانية، أي النماذج التي يتغير اتجاه السعر مع ظهورها. وعند التداول سوف تقضي معظم وقتك في تقييم الرسوم البيانية باحثًا عن الأماكن التي من المحتمل انعكاس اتجاه السعر فيها، وهي الأماكن ذاتها التي تتخذ فيها قرارات دخول الصفقة والخروج منها. أما النماذج الاستمرارية فإن فائدتها بالنسبة لك أنك ستعلم من خلالها إذا ما سيستمر اتجاه السعر بعدها (سواء كان الاتجاه هبوطي أو صعودي).
ما هو نموذج النافذة؟
نموذج النافذة هو نفس النموذج المُسمَى في التحليل الفني التقليدي بـ “الفجوة السعرية”، إلا أن اليابانيين قد استخدموا نموذج ” النوافذ ” بشكل مختلف (للمزيد من التفاصيل تابع القراءة في هذا الدرس). تعني كلمة ” النافذة ” أن هناك منطقة سعرية لم تكن بها أي صفقات في السوق، أي أن بها فراغ سعري. على سبيل المثال، يرتفع السهم (س) إلى أعلى سعر له عند 50$. وإذا سجل هذا السعر أدنى مستوى له في الجلسة التالية عند 52$ تكون هناك نافذة صعودية مقدارها 2$. أما إذا كان أدنى سعر سجله السهم عند 50$، ثم سجل أعلى سعر له في الجلسة التالية عند 48$، نقول حينها أن هناك فجوة للأسفل منخفضة بمقدار 2$، أي أن هناك “نافذة هابطة” مقدارها 2$.
ما هو الفرق بين النافذة الصاعدة والنافذة الهابطة
تقدم ” النافذة الصاعدة ” إشارة صعودية، حيث يكون الفراغ السعري حينها بين أدنى سعر للجلسة الحالية وأعلى سعر للجلسة السابقة، وهو الأمر الذي يعني أن السيطرة بين يدي المشترين وأنهم يرغبون في دفع السهم للأعلى. أما اشكال الشموع اليابانية في نموذج “النافذة الهابطة” فتمثل إشارة هبوطية، حيث يغيب فيها نشاط التداول بين أعلى سعر للجلسة الحالية وأدنى سعر للجلسة السابقة، الأمر الدال على تولي البائعين قيادة السوق للأسفل، بدون أي منافسة من المشترين.
وهناك مقولة مشهورة عند اليابانيين وهي: “اذهب في اتجاه النافذة”، الأمر الذي يعني أن النافذة تعطي إشارة باحتمالية استمرار السعر في اتجاهه. فإذا أراد المشترون تخطي العديد من المستويات السعرية ورفع أسعار الورقة المالية أكثر مما هي عليه، فإنهم بلا شك يسيطرون عليها. وعلى النقيض من ذلك، إذا كانت الأسعار ضعيفة لدرجة أن البائعين يمكنهم إجبارها على الانخفاض بمدى معين، فلا يكون هناك شك حينها أن السيطرة تقع تحت ضغط عمليات البيع.
ومن أكثر النقاط التي يُساء فهمها حول اشكال الشموع اليابانية في نماذج “النوافذ” الهابطة والصاعدة هي تحديد الجزء الذي يشكّل حدّ السعر، حيث يعتقد البعض أنه طالما لم تتم ملامسة الجسم الحقيقي للشمعة، فإن المسافة التي ظهرت بين الجسمين الحقيقيين هي نموذج “النافذة”. إلا أن هذا غير صحيح بالمرّة ، فمع نماذج “النوافذ” الصاعدة والهابطة، لابد أن تكون هناك مسافة (سواء ضيقة أو واسعة) بحيث لا تتداخل أعلى المستويات وأدنى المستويات مع بعضها البعض. وإذا تقاطعت الظلال العلوية والسفلية، فلا يكون هناك “نافذة” حينئذٍ. وبذلك، لابد أن يكون هناك فراغ سعري أو مسافة بين مستويات السعر حتى يكون نموذج “النافذة” صحيحًا.
كيف تعمل اشكال الشموع اليابانية في نماذج “النوافذ” كمناطق دعم ومقاومة
من أكثر الإشارة المفيدة التي تقدمها لنا نماذج “النوافذ” الصاعدة والهابطة تمّ تلخيصها في مقولة اليابانيين: ” التصحيحات تتوقف عند النافذة”. وهذا يعني أن نموذج “النافذة” غالبًا ما يكون منطقة دعم أو منطقة مقاومة. ويظهر في الشكل (21-3) كيف تعمل “النوافذ” كمناطق دعم ومقاومة.
الشكل (21-3) اشكال الشموع اليابانية في نماذج النوافذ الصاعدة والهابطة
لماذا تعتبر أسعار الإغلاق في غاية الأهمية في نماذج النوافذ
عندما تتكوّن “النافذة الصاعدة”، فإن المسافة الكليّة لهذه ” النافذة ” تمثل منطقة دعم. وبالتالي
إذا كان لديك صفقة شراء ارتفع السعر بها عن “النافذة الصاعدة”، فعليك أن تتوقع أن تعمل هذه “النافذة” كمنطقة دعم إذا تراجع إليها السعر مرة أخرى. وإذا تراجع السعر إلى الحد السفلي من النافذة، ولكن لم يغلق تحته، حينها لا نعتبر أن السعر قد تمكن من اختراق منطقة الدعم هذه. أما إذا تمكن السعر من الإغلاق تحت الحد السفلي من هذه النافذة، حينها نستطيع القول بأن السعر قد تمكن من اختراق منطقة الدعم. وبالتالي، فإن الحد السفلي هو أهم منطقة في “النافذة الصاعدة”.
وينطبق ذلك أيضًا على “النافذة الهابطة”. فعندما تتكوّن “النافذة الهابطة”، ينشأ عن الفراغ السعري منطقة مقاومة. وإذا كان لديك صفقة بيع، يمكنك اعتبار “النافذة الهابطة” كمنطقة مقاومة عندما (إذا) يرتفع السعر. وإذا ارتفع السعر بالفعل إلى الحد العلوي من هذه النافذة، ولكنه لم يغلق فوقه، حينها لا نستطيع القول بأن السعر قد اخترق منطقة المقاومة. أما إذا ارتفع السعر مخترقًا “النافذة الهابطة”، ومغلقًا فوق الحد العلوي فيها، نقول حينها أن السعر قد تمكن من اختراق منطقة المقاومة، وبالتالي لا يمكن الدخول في المزيد من عمليات البيع. ومن هنا، نعتبر أن الحد العلوي من “النافذة الهابطة” هي أهم منطقة فيها.
في الدروس القادمة، سوف تجد العديد من الأمثلة المختلفة على “النوافذ” الصاعدة والهابطة حتى تُتَاح لك الفرصة لدراستها أكثر. ونظرًا لأن الصورة تعبّر عن آلاف الكلمات، سوف تساعدك المخططات والرسوم البيانية الحقيقية والتي سنوردها لاحقًا على فهم أعمق لمدى قوة “النوافذ” كنماذج سعرية، سواء في سوق الأسهم أو سوق العملات أو غيرهما من الأسواق المالية.