انهيار الذهب يؤدي إلى توقعات بتغيرات في السياسة النقدية الفيدرالية
قد يكون انخفاض الذهب المفاجئ في بداية تداول هذا الأسبوع دلالة على أن السياسة النقدية الأمريكية قد تبدأ في اتخاذ إجراءات تدعم تضييق السياسة النقدية في النصف الثاني من العام حيث يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في المعتاد في تضييق السياسة النقدية الأمريكية بدرجة كبيرة للغاية في ضوء قوة البيانات الاقتصادية الأمريكية.
وإذا ما لاحظنا التطورات المتعلقة بالبيانات الاقتصادية الامريكية، نجد ان بيانات التوظيف الامريكية بغير القطاع الزراعي قد تجاوزت يوم الجمعة توقعات النمو حيث ارتفع معدل التوظيف إلى 943 ألفًا مقابل 870 ألفًا، وجاءت قراءات الأشهر السابقة بنتائج مرتفعة وارتفعت الأجور بالساعة في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 0.4٪ مقابل التوقعات بنسبة 0.3٪. لا تزال البيانات تظهر أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى وينتعش بثبات مما يمهد الطريق لتغيير موقف البنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية. وقد يبدا البنك الفيدرالي بخطوة تقليص برنامج التسهيل الكمي، ثم يتخذ الخطوة الثانية وهي تضييق السياسة النقدية من خلال رفع أسعار الفائدة.
انخفاض الذهب اليوم يدل على أن تقليص مشتريات السندات قريب
وبينما قد لا يبدأ البنك الفيدرالي في مثل هذه الإجراءات قبل أشهر من الآن، إلا أن سوق تداول الذهب عادة ما يكون هو الأصل الأول الذي يتوقع التغيرات في السياسة النقدية. ففي عام 2013، أدى انخفاض اسعار الذهب الى انخفاض أسعار الفائدة و الدولار الأمريكي بعد ست اشهر من التوقعات بتقليص مشتريات الأصول من البنك الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي قد يشير هذا الى حدوث نفس هذه التطورات خلال الـ 12 شهرًا القادمة.
انخفاض الذهب قد يصل إلى مستوى 1500 دولار مع نهاية العام
قد يكون انهيار الذهب الذي انخفض فيه بأكثر من 4٪ خلال دقائق في بداية التداول هذا الأسبوع بمثابة الإشارة الفنية التي تعزز من إحتمالية تضييق السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي وزيادة قوة الدولار الأمريكي. ومع ذلك، قد يستغرق هذا التغيير شهورًا ليحدث، حيث لا تزال أسعار الفائدة بالقرب من أدنى مستوياتها منذ عام حتى الآن، بينما لا يزال الدولار الأمريكي فاترًا مقابل بقية عملات دول مجموعة العشر G-10. لا تزال الحركة الهبوطية الإندفاعية في الذهب إشارة تحذيرية مبكرة لتغير السياسة النقدية. كما قد يكون انخفاض الذهب اليوم هو الخطوة الأولى في الوصول إلى أدنى مستوياته خلال عدة أشهر حيث قد يصل إلى ما دون مستوى 1500 دولار / أونصة.
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي هي الأساس
على الرغم من أن موقف محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم بأول” لا يزال أكثر تأييدًا للسياسة النقدية الميسرة بشكل غير معتاد في الوقت الحالي، إلا أن تصريحات العديد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي بما في ذلك ” كلاريدا” نائب محافظ البنك و “بولارد” محافظ البنك الفيدرالي في سانت لويس و “كابلان” محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس كابلان، تشير مؤخرًا إلى أنه من الأفضل ان تتحول السياسة النقدية بشكل على المدى القريب. عادة ما تكون مثل هذه التصريحات المنسقة من أعضاء البنك الفيدرالي هي الخطوة الأولى نحو تغيير السياسة النقدية وقد تكون أيضًا بمثابة تلميحات لأشياء أخرى قادمة.
انهيار الذهب فرصة تداول جيدة
إذا استمر النمو الاقتصادي الأمريكي بمعدلات جيدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، فسوف تزيد توقعات السوق بشأن إجراء تغيير في السياسة النقدية لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير. وكما هو الحال دائمًا تعتبر التغيرات في حركة أسعار الذهب وخاصة انهيار الذهب هي الأداة الأولى التي يمكن من خلالها توقع هذه الحركة ويمكن بالتالي أن تكون فرصة تداول جذابة للغاية للتحرك في الاتجاه الهبوطي. وفي ظل عمليات البيع الحادة التي يتعرض لها الذهب، قد تكون حركة سعر الذهب اليوم إشارة على مزيد من الانخفاض في المستقبل.