كيف تتجنب مخاطر المحفظة الاستثمارية
يتيح الاستثمار العديد من الفرص لتحقيق عوائد مالية طويلة الأجل، ومع ذلك فإنه يحمل أيضًا مخاطر تحتاج إلى مراعاتها وإدارتها بعناية. وعدم التعامل مع هذه المخاطر بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وضرر لمحفظتك الاستثمارية.
في هذا المقال، سنناقش كيفية تجنب مخاطر المحفظة الاستثمارية وتحقيق نتائج إيجابية وسنستكشف استراتيجيات عملية ونصائح يمكن للمستثمرين اتباعها لتقليل المخاطر وحماية رأس المال المستثمر.
فعندما يتعلق الأمر بالاستثمار، التخطيط الجيد والتحليل الدقيق يشكلان الأساس لتجنب المخاطر وتحقيق النجاح.
ما معنى مصطلح “مخاطر المحفظة الاستثمارية”؟
يمكن تعريف المخاطر في المحفظة الاستثمارية على أنها احتمال أن يكون العائد الفعلي من إجمالي استثمارك أقل من العائد المتوقع، في بعض الأحيان، قد يعني ذلك أيضًا خسارة جزء أو كل استثمارك الأصلي، مما يؤثر على أهدافك المالية.
ما هي أبرز مخاطر المحفظة الاستثمارية
تتضمن المخاطر المحفظة الاستثمارية عدة جوانب يجب مراعاتها، إليك بعض المخاطر الشائعة التي قد تواجهها في استثماراتك:
- مخاطر السوق: تشمل تقلبات أسعار الأصول والأسواق المالية بشكل عام، ويمكن أن تتأثر قيمة استثماراتك بتغيرات في المؤشرات الاقتصادية والأحداث العالمية.
- مخاطر الائتمان: تنطوي على عدم قدرة المقترضين على سداد الديون أو عدم القدرة على تحقيق العائد المتوقع من السندات أو الأوراق المالية الأخرى التي تمتلكها.
- مخاطر السيولة: قد تتعرض لصعوبة في بيع أو شراء الأصول بسهولة وبأسعار معقولة في حالات عدم توفر السيولة الكافية في السوق.
- مخاطر التضخم: يمكن أن يؤدي ارتفاع معدل التضخم إلى تقليل قوة شرائية استثماراتك على المدى الطويل.
- مخاطر الفنية: تشمل الأعطال التكنولوجية والاختراق السيبراني الذي يمكن أن يؤثر على أنظمة التداول والحسابات الاستثمارية.
اقرأ عن: ادارة المخاطر في التداول
كيف يمكن الموازنة بين مخاطر المحفظة الاستثمارية والعوائد منها؟
يسعى المستثمرون إلى تحقيق عائدات عالية من استثماراتهم، ولكنهم في الوقت نفسه يرغبون في الحد من المخاطر التي قد يتعرضون لها ولتحقيق التوازن بين المخاطر والعوائد في المحافظ الاستثمارية، هذه بعض الاعتبارات الأساسية:
- التنويع
يعد التنويع أحد أهم المبادئ الأساسية لإدارة المخاطر الاستثمارية، من خلال توزيع الاستثمارات على فئات أصول مختلفة، مثل الأسهم والسندات والنقد، يمكن للمستثمر تقليل المخاطر الإجمالية للمحفظة، فمثلاً إذا انخفضت قيمة الأسهم، فقد ترتفع قيمة السندات، مما يساعد على تعويض الخسائر.
- تحمل المخاطر
قبل البدء في الاستثمار، من المهم أن تحدد مستوى تحملك للمخاطر، فبعض المستثمرين يفضلون المخاطرة أكثر من غيرهم للحصول على عائدات أعلى، إذا كنت تفضل تقليل المخاطر، فيمكنك تخصيص المزيد من محفظتك للأصول ذات المخاطر المنخفضة، مثل السندات.
- تخصيص الأصول
يعتمد تخصيص الأصول على أهدافك الاستثمارية وتحملك للمخاطر فمثلاً، إذا كنت تخطط للتقاعد في غضون 10 سنوات، فستحتاج إلى تخصيص جزء كبير من محفظتك للأصول عالية المخاطر، مثل الأسهم، للحصول على عائدات عالية بما يكفي لتلبية أهدافك.
- المراقبة الدورية وإعادة التوازن
من المهم مراقبة محفظتك الاستثمارية بشكل دوري لضمان أنها لا تزال تتوافق مع أهدافك وتحملك للمخاطر، إذا تغيرت ظروفك، فقد تحتاج إلى إعادة تخصيص أصولك.
- استراتيجيات إدارة المخاطر
هناك العديد من استراتيجيات إدارة المخاطر التي يمكن استخدامها للمساعدة في تقليل المخاطر الإجمالية للمحفظة، وتشمل هذه استراتيجيات مثل وضع أوامر وقف الخسارة، والتغطية، واستخدام أوامر وقف الخسارة اللاحقة.
كيفية قياس المخاطر
أهمية قياس المخاطر تكمن في قدرتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة وإدارة شؤوننا المختلفة بشكل أكثر حكمة وتقليلاً للخسائر، لكن طريقة القياس تختلف اعتمادًا على نوع ونطاق الخطر نفسه. إليك بعض الخطوات والنصائح:
- تعرّف على الخطر:
- حدّد خطرًا محددًا ترغب في قياسه. هل هو تقلبات السوق، أم احتمالية التخلّف عن السداد، أم مخاطر مشروع ما، أم شيء آخر؟
- وضّح العواقب المحتملة للخطر. ما الخسائر أو النتائج السلبية التي قد تنجم؟
- قياسات كمية:
- الاحتمالية: قدِّر احتمالية حدوث الخطر، وقد يتضمن هذا تحليل البيانات التاريخية أو حُكم الخبراء أو استخدام نماذج إحصائية.
- التأثير: قُدر مدى خطورة العواقب المحتملة، وهذا قد يشمل الخسائر المالية، أو الضرر بالسمعة، أو الاضطرابات التشغيلية، أو مقاييس أخرى ذات صلة.
- القيمة المتوقعة: اجمع بين الاحتمالية والتأثير لحساب القيمة المتوقعة للخطر، ويوفر هذا مقياسًا واحدًا لتقييم المخاطر بشكل عام.
- قياسات نوعية:
- السيناريوهات: طوّر سيناريوهات مختلفة تصوّر احتمالات مختلفة لتفاعل الخطر، أي تحليل النتائج المحتملة وتداعياتها.
- اختبار الضغط: قم باختبار سيناريوهات قصوى أو غير متوقعة لتقييم مدى صمود نظامك أو استراتيجيتك في مواجهة المواقف المعاكسة.
- حُكم الخبراء: استفِد من معرفة وخبرة الخبراء في المجال ذي الصلة للحصول على رؤى وتقييمات نوعية للخطر.
- طرق قياس شائعة:
- القيمة المعرضة للخطر (VaR): تُقدّر أقصى خسارة محتملة خلال فترة زمنية محددة بمستوى ثقة معين. مفيدة لتحليل المخاطر المالية.
- محاكاة مونت كارلو: تُولّد سيناريوهات عشوائية بناءً على افتراضات أساسية وتحسب احتمالية نتائج مختلفة. يمكن استخدامها لأنواع مختلفة من تحليل المخاطر.
- تحليل نمط الفشل والتأثير (FMEA): يحدد نقاط الفشل المحتملة في نظام أو عملية ويحلل تأثيرها. تستخدم لإدارة المخاطر في المشاريع والتشغيل.
- تحليل SWOT: يقوّم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه منظمة، مما يوفر رؤية شاملة لمخاطرها الداخلية والخارجية.
- اختيار طريقة القياس المناسبة:
- ضع في اعتبارك طبيعة الخطر، والبيانات المتاحة، والمستوى المطلوب من الدقة.
- اجمع بين الطرق الكمية والنوعية للحصول على فهم أكثر شمولاً.
- قم بتحديث وتنقيح قياسات المخاطر بانتظام مع تغير الظروف.
بإتباع هذه الخطوات وتكييفها حسب احتياجاتك، ستتمكن من قياس المخاطر بشكل أكثر فعالية وبناء خيارات وخطط مستقبلية أكثر حكمة.
تحديد مدى تحمل المخاطر
تحديد قدرتك على تحمل مخاطر المحفظة الاستثمارية هو عملية شخصية تتطلب تأملًا عميقًا في أوضاعك المالية وشخصيتك وأهدافك. هذه بعض الخطوات لمساعدتك في تقييم شهيتك للمخاطر:
- تقييم الوضع المالي:
- صافي القيمة والدخل المتاح: كم من رأس المال يمكنك تحمّل خسارته دون التأثير الكبير على نمط حياتك؟
- الالتزامات المالية: هل لديك ديون كبيرة أو معالون يعتمدون عليك ماليًا؟
- أهداف التقاعد وأفق الاستثمار: هل تدخر لهدف قريب الأجل أم خطة تقاعد طويلة الأجل؟ عادةً ما يسمح أفق الاستثمار الأطول بتحمل مخاطر أكبر.
- تقييم سمات شخصيتك:
- الراحة مع عدم اليقين: كيف تشعر بالراحة تجاه التقلبات المالية والتقلبات السوقية؟ هل تميل إلى القلق أو التوتر في المواقف غير المتوقعة؟
- نمط اتخاذ القرارات: هل أنت متهوّر أم أكثر تحفظًا عند اتخاذ القرارات المالية؟ هل تفضل البحث والتحليل قبل الاستثمار؟
- المرونة العاطفية: كيف تتعامل مع الخسائر؟ هل يمكنك الصمود أمام الهبوط في السوق دون الذعر أو اتخاذ قرارات متهورة؟
- التأمل في أهدافك الاستثمارية:
- أهداف الاستثمار: هل تهدف إلى تحقيق نمو مرتفع، أو توليد دخل، أو حماية رأس المال؟ تتطلب أهداف مختلفة مستويات مختلفة من المخاطر.
- توقعات العائد مقابل المخاطر: ما مستوى العائد المحتمل الذي ترغب في التضحية به مقابل مخاطر أقل؟ هل تضع الأولوية للثبات أم إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة؟
- الإطار الزمني: إلى متى يمكنك ترك استثماراتك دون المساس بها؟ عادةً ما يسمح أفق الاستثمار الأطول بتحمل مخاطر أكبر.
- استخدام استبيانات تحمل المخاطر:
تقدم العديد من الاستبيانات عبر الإنترنت والمؤسسات المالية أدوات لتقييم تحملك للمخاطر بناءً على إجاباتك على أسئلة محددة حول وضعك المالي وأهداف الاستثمار وسمات الشخصية. يمكن أن تكون هذه الأدوات نقطة انطلاق لتقييم ذاتي.
- استشارة مستشار مالي:
يمكن أن يقدم التحدث إلى مستشار مالي مؤهل رؤى ونصائح شخصية بناءً على ظروفك الفريدة، ويمكنهم مساعدتك في تحديد مستوى تحملك للمخاطر ووضع استراتيجية استثمارية تتوافق مع أهدافك وملفك الشخصي للمخاطر.
الأسئلة المتكررة
هل يجب علينا تعديل استراتيجيتنا الاستثمارية خلال ظروف السوق المتقلبة؟
قد تتطلب ظروف السوق المتقلبة مراجعة استراتيجية الاستثمار الخاصة بك، ومع ذلك من المهم تجنب اتخاذ قرارات متسرعة بسبب تقلبات السوق قصيرة المدى.
فكر دائماً في استشارة مستشار مالي لتقييم التأثير على محفظتك واتخاذ قرارات مستنيرة.
هل من الممكن القضاء التام على جميع مخاطر المحفظة الاستثمارية؟
ليس من الممكن القضاء على جميع المخاطر في المحفظة الاستثمارية، ومع ذلك من خلال اعتماد ممارسات سليمة لإدارة المخاطر واتباع استراتيجيات استثمارية حكيمة، يمكن للمستثمرين تقليل المخاطر وزيادة احتمالية تحقيق أهدافهم المالية.
المصادر
https://www.financestrategists.com/wealth-management/investment-risk/portfolio-risk/
https://www.lehnerinvestments.com/en/portfolio-risk-measure-manage-investment-portfolio/
https://www.fe.training/free-resources/portfolio-management/portfolio-risk-management/