البنك المركزي الكندي
يعتبر البنك المركزي الكندي واحد من أكثر البنوك التي تتمتع بالمرونة والحيوية في جميع أنحاء العالم. يعتبر هدف البنك الأساسي هو تعزيز الرفاهية الاقتصادية والمالية للبلد، ذلك من خلال الحفاظ على معدلات التضخم منخفضة ومستقرة ويمكن التنبؤ بها. سنتعرف في هذا المقال عن نشأة وتاريخ البنك وما هي مهامه وكيف يتم تحديد سعر الفائدة في البلد، وما هي أبرز الانتقادات والتحديات والأزمات التي واجهت البنك.
ما هو البنك المركزي الكندي ؟
يعتبر بنك كندا (Bank of Canada) (BOC) هو البنك المركزي في كندا، وهو مسؤول عن تعزيز الرفاهية الاقتصادية والمالية للشعب الكندي، هذا ما حدده قانون بنك كندا. يعمل البنك على إصدار عملة البلد والتحكم بمستويات التضخم من خلال كافة الوسائل المتاحة، كما يعمل على إدارة الأموال وإدارة برامج الدين العام واحتياطيات النقد الأجنبي. هذا بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات السياسة النقدية بالشكل الذي يبقي اقتصاد كندا على المسار الصحيح.
نشأة البنك المركزي الكندي
تأسس البنك المركزي الكندي عام 1934 بموجب قانون بنك كندا. منح القانون بنك كندا عدة مجالات أساسية للتحكم بها: اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية والتي تحدد كمية المعروض من النقود المتداولة في الاقتصاد الكندي، إصدار وطباعة العملات الورقية والمعدنية، إدارة الدين العام للحكومة الكندية واحتياطيات النقد الأجنبي.
والجدير بالذكر أنه تم توقيع قانون بنك كندا ليصبح نافذاً في عام 1938، من قِبل رئيس الوزراء السابق للحكومة الكندية “ويليام ليون كينغ” حينها كان البنك يعتبر من وجهة نظر القانون أنه شركة تابعة للتاج الفيدرالي. قبل نفاذ قانون بنك كندا كان بنك كندا مونتريال يتولى مسؤوليات البنك المركزي في البلد.
مهام البنك المركزي الكندي
يتولى البنك المركزي الكندي العديد من المهام، سنذكر أهمها فيما يلي:
- إصدار العملات الورقية والمعدنية في البلد
- تحديد أسعار الفائدة المفروضة بما يضمن استقرار الاقتصاد الكندي
- اتخاذ إجراءات السياسة النقدية المناسبة من خلال التحكم بالعرض النقدي.
- القيام بعمليات السوق المفتوحة، والتي تشمل بيع وشراء الأوراق المالية الحكومية
- يعمل البنك كوكيل مالي للحكومة، حيث يقوم بإدارة محافظ الدين العام واحتياطيات النقد الأجنبي.
- الحفاظ على الأنظمة المالية بشكل آمن وسليم وفعال.
- إبقاء معدلات التضخم منخفضة ومستقرة.
- تسوية المدفوعات بين كافة البنوك الكندية
- الإشراف على كافة مقدمي خدمات الدفع، وفقًا لقانون أنشطة الدفع بالتجزئة.
اقرأ عن: بنك انجلترا المركزي
من هو محافظ البنك المركزي الكندي؟
يتم انتخاب محافظ بنك كندا من قِبل مجلس الإدارة ولمدة سبع سنوات، يعتبر المحافظ مسؤول عن العديد من وظائف البنك الرئيسية بما فيها التحكم بمستويات التضخم وتحديد أسعار الفائدة بما يضمن نمو وتطور الاقتصاد الكندي.
المحافظ الحالي للبنك يدعى السيد “تيف ماكليم” الذي تولى منصب المحافظ منذ 3 يونيو عام 2020. بصفته محافظًا، فهو أيضًا يشغل عدة مناصب أخرى، وهي: رئيس مجلس إدارة البنك، وعضو في مجلس إدارة بنك التسويات الدولية. وهو رئيس مجموعة المحافظين والرئيس المشارك للمجموعة الاستشارية الإقليمية للأميركتين التابعة لمجلس الاستقرار المالي. شغل السيد ماكليم العديد من المناصب الأخرى قيل توليه منصب المحافظ، أهمها كان منصب النائب الأول لمحافظ البنك المركزي الكندي في عام 2010.
أشهر محافظي البنك المركزي الكندي
- ستيفن س. بولوز استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 2013 إلى عام 2020.
- مارك كارني استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 2008 إلى عام 2013
- ديفيد دودج استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 2001 إلى عام 2008
- جوردون ثيسن استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 1994 إلى عام 2001.
- جون كرو استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 1987 إلى عام 1994.
- جيرالد بوي استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 1973 إلى عام 1987.
- لويس راسمينسكي استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 1961 إلى عام 1973.
- جيمس كوين راسمينسكي استلم إدارة البنك المركزي الكندي من عام 1955 إلى عام 1961.
ما هي أشهر الانتقادات التي وُجِهَت إلى البنك المركزي الكندي ؟
يواجه البنك المركزي الكندي العديد من الانتقادات، سنذكر أهمها فيما يلي:
- يشكك العديد من السياسيين والنقاد وجماعات المصالح باستقلالية البنك المركزي الكندي خصوصًا خلال فترة انتشار جائحة كوفيد 19، حيث كثرت الأسئلة والشائعات حول البنك، في حين قال محافظ البنك الحالي “تيف ماكليم” إنه لا يشعر بأي تهديد لاستقلال المؤسسة.
- وجه العديد من الخبراء الاقتصاديين الكنديين انتقادات شديدة للبنك حول قرارات رفع أسعار الفائدة بشكل مستمر، والتي من شأنها أن تؤدي إلى حالة من الركود العام في الاقتصاد الكندي.
ما هي أبرز التحديات التي يواجها البنك المركزي الكندي؟
- ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي عالميًا: يتأثر الاقتصاد الكندي بشكل مباشر في ارتفاع أسعار المواد النفطية والغاز الطبيعي، وهذا ما يمثل تحديًا كبيرًا يواجه البنك الكندي. والجدير بالذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية التي حدثت في الآونة الأخيرة أدت إلى حدوث ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز الطبيعي عالميًا، وهذا كان له تأثيرات سلبية على عمل البنك.
- تغير المناخ: بات من المعروف أن الآثار الاقتصادية السلبية لقضايا تغير المناخ تشكل تحديًا كبيرًا يواجه عمل البنوك المركزية بشكل عام والبنك المركزي الكندي بشكل خاص. حيث أفصح تقرير صادر عن البنك أن تغير المناخ يشكل تهديداً للاقتصاد الكندي والنظام المالي للبلد. تشمل المخاطر كلاً من الأحداث الجوية المدمرة وانهيار البنية التحتية بسبب حدوث الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق والفيضانات.
ما هي أبرز الأزمات التي تعرض لها البنك المركزي الكندي؟
- الأزمة المالية العالمية: أدت الأزمة التي انفجرت في عام 2008 بسبب تساهل البنوك الأمريكية في إعطاء قروض عقارية بلا ضمانات إلى زيادة أعداد المتعثرين في تسديد قروضهم العقارية وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير وانهيار العديد من المؤسسات المالية الكبرى، بالإضافة إلى دخول الاقتصاد الكندي في حالة ركود لفترة كبيرة.
- انتشار وباء كوفيد 19: كان تأثير تفشي وباء كورونا على الاقتصاد الكندي أكبر من تأثير الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008 على الاقتصاد، هذا ما أفصح عنه محافظ البنك حينها. والجدير بالذكر أن البنك الكندي المركزي عمل على تقديم مساعدات مالية للأسر لمواجهة تأثير انتشار فيروس كورونا بقيمة تبلغ مئة مليار دولار كندي، أي ما يعادل حوالي 71 مليار دولار أمريكي.
اقرأ عن: البنك المركزي الاسترالي
أهم البيانات الاقتصادية الصادرة عن البنك المركزي الكندي؟
- تقرير النظام المالي الصادر عن البنك الكندي
- قرار سعر الفائدة والبيان المُصاحِب له، هذا بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي الذي يعقده البنك بنك الإعلان عن هذا القرار
من يسيطر على البنك المركزي الكندي؟
يعتبر البنك المركزي الكندي نوع خاص من شركات التاج المملوكة للحكومة الفيدرالية، ولكن يتمتع بقدر كبير من الاستقلال للقيام بمسؤولياته.
يتم تعيين محافظ البنك والنائب الأول له من قِبل مجلس إدارة البنك مع أخذ موافقة مجلس الوزراء، وليس من قِبل الحكومة الفيدرالية.
في حين يعتبر نائب وزير المالية عضو في مجلس إدارة البنك، ولكن ليس له حق التصويت. يتم اخيار موظفي البنك من قِبل البنك نفسه، وليس من قبل وكالات الخدمة العامة الفيدرالية. كما يتم تدقيق دفاتر البنك من قِبل مدققين خارجيين يقوم بتعينهم مجلس الوزراء بعد أخذ توصية من وزير المالية.
ما هو قرار سعر الفائدة الذي يصدره البنك المركزي الكندي؟
يعمل البنك على تنفيذ قرارات السياسة النقدية من خلال التأثير على أسعار الفائدة قصيرة الأجل. ويتم ذلك عن طريق تعديل سعر الفائدة على القروض لليلة الواحدة في ثمانية تواريخ ثابتة كل عام.
في حين يؤثر البنك على قرارات أسعار الفائدة على كافة أنواع القروض الأخرى في الاقتصاد، بما في ذلك:
- سعر الفائدة الأساسي للبنوك التجارية (المستخدم للقروض مثل الرهون العقارية وخطوط الائتمان)
- أسعار الفائدة المدفوعة على كل من الودائع وشهادات الاستثمار المضمونة والمدخرات الأخرى.
كيف يغير البنك المركزي الكندي أسعار الفائدة؟
إذا كان الاقتصاد الكندي يعاني من تباطؤ في النمو، فقد يؤثر ذلك على انخفاض معدلات التضخم إلى أقل من المعدل المستهدف البالغ 2٪. واستجابة لذلك، يقوم البنك المركزي الكندي باتخاذ قرار خفض سعر الفائدة، بحيث تنخفض أسعار الفائدة الأخرى في كافة نواحي الاقتصاد. وهذا بدوره يؤثر على الأشخاص والشركات حيث سينبغي عليهم دفع فوائد أقل على القروض وكسب فائدة أقل على الودائع. ومع انخفاض أسعار الفائدة، يتجه الناس نحو إنفاق المزيد، هذا ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الكندي.
أما إذا كان الاقتصاد الكندي ينمو بسرعة، فقد يساهم ذلك في ارتفاع معدلات التضخم فوق المعدل المستهدف. وهنا يقوم البنك في اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة، حيث سينبغي على الأفراد والشركات دفع فوائد أعلى على القروض وكسب فوائد أعلى على الودائع. وهذا ما يسبب تخفيض إنفاق الأفراد وكبح مستويات التضخم، مما يؤدي إلى حدوث تباطؤ في الاقتصاد الكندي.
ما هو تأثير رفع سعر الفائدة الكندية وخفضها على الأسواق المالية؟
عادةً ما تؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض في أسواق الأسهم. ذلك لأن الاقتراض يصبح أكثر تكلفة، حيث يتجه الأفراد نحو إنفاق أقل، كما تقوم الشركات بتخفيض أعداد الموظفين وتخفيض الانتاجية وبالتالي تنخفض أرباحها وهذا ما يسبب انخفاض في أسعار الأسهم.
والجدير بالذكر أن السندات الحكومية والسندات الأخرى تمنح المتداولين معدل فائدة ثابت، ولكن عادةً ما تكون أسعار السندات وأسعار الفائدة في اتجاهين متعاكسين. وهذا يعني أن القيمة السوقية للسندات ستنخفض عندما ترتفع أسعار الفائدة، وبالعكس سترتفع القيمة السوقية للسندات عند انخفاض أسعار الفائدة.
الأسئلة الشائعة:
من يملك البنك المركزي الكندي؟
منذ عام 1938، أصبح البنك المركزي الكندي مملوكًا بشكل كامل للقطاع العام ولا يزال كذلك حتى اليوم.
من هو محافظ بنك كندا المركزي؟
يدعى المحافظ الحالي للبنك السيد “تيف ماكليم” والذي تولى منصب المحافظ منذ 3 يونيو عام 2020.
ما هو أكبر بنك في كندا؟
يعتبر بنك رويال كندا (Royal Bank of Canada (RBC))، أكبر بنك في كندا من حيث القيمة السوقية.
المصادر
- https://www.bankofcanada.ca/about/our-history/
- https://www.investopedia.com/terms/b/bankofcanada.asp
- https://www.avatradear.com/education/economic-indicators/central-banks/boc
- https://www.thecanadianencyclopedia.ca/en/article/bank-of-canada
- https://www.bankofcanada.ca/2022/04/understanding-policy-interest-rate/
- https://www.cbc.ca/news/politics/macklem-boc-inflation-independence-1.6634714