يشير الركود إلى حدوث تراجع في اقتصاد دولة أو منطقة معينة. يتم تصنيف أي دولة أنها دخلت في فترة ركود اقتصادي إذا تراجع نمو اقتصادها لربعين متتاليين. وبالرغم من أن فترات الركود تحمل آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد، إلا أنها جزء ضروري من دورة الأعمال، حيث تبدأ فترة الركود الاقتصادي عندما يصل الاقتصاد إلى ذروة النشاط، وتنتهي عندما يتراجع الاقتصاد نحو القاع، سنتعرف في هذا المقال على ماهية الركود الاقتصادي، أسبابه، وعلاماته.
ما هو الركود الاقتصادي؟
الركود هو حالة من التراجع الكبير في النشاط الاقتصادي، مصحوبة بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الإنتاج والمبيعات والدخل لفترة من الزمن قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات.
ما أسباب الركود الاقتصادي؟
- الأزمات المفاجئة: تؤدي الأزمات المفاجئة إلى حدوث تراجع كبير في النشاط الاقتصادي، مثل حدوث الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، وسببت حالة ركود في غالبية دول العالم ،بالإضافة إلى أزمة انتشار فيروس كورونا التي أدت إلى تراجع الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم.
- التخلف عن سداد الديون: يحدث التخلف عن سداد الديون عندما تتحمل الأفراد أو الشركات نسبة ديون مرتفعة إلى درجة لا يمكنهم سدادها. حيث تؤدي تزايد حالات التخلف عن السداد إلى حدوث تراجع في النشاط الاقتصادي.
- التضخم المفرط: يعني التضخم المفرط ارتفاع الأسعار بشكل كبير لفترة زمنية طويلة، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث ركود اقتصادي مالم تسيطر البنوك المركزية على التضخم من خلال إجراءات السياسة المالية والنقدية.
- الانكماش الاقتصادي: يعني الانكماش الاقتصادي انخفاض الأسعار مع مرور الوقت بشكل كبير، مما يؤدي إلى حدوث انكماش في الرواتب والأجور، الأمر الذي يقوض الاقتصاد ويدخله بحالة من الركود لفترات طويلة.
- التطور التكنولوجي: تساهم الاكتشافات الحديثة في زيادة الإنتاجية وتحسن الاقتصاد على المدى الطويل، وعلى الرغم من هذا فقد تسبب فترات من الركود في المدى القصير بسبب إمكانية القضاء على فئات كاملة من الوظائف. فعلى سبيل المثال أدى حدوث الثورة الصناعية إلى إلغاء مهن بشكل كامل، مما ساهم في حدوث فترات ركود قصيرة الأجل في العديد من الدول.
ماهي أشهر علامات الركود الاقتصادي؟
يعتبر حدوث تراجع في الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتالين من أشهر علامات حدوث الركود الاقتصادي. حيث يحدث خلال هذه الفترة انخفاض في مستويات الإنفاق ومعدلات الاستثمار، هبوط الأسعار، تراجع مستويات الطلب الكلي، زيادة معدلات البطالة، انخفاض في الرواتب والأجور.
ما هي أبرز فترات الركود التي مرت بها اقتصاديات العالم؟
- انتشار جائحة كوفيد 19 عام 2020: سبب تفشي فيروس كورونا حدوث العديد من عمليات الإغلاق المتكررة التي أدت إلى دخول العديد من الدول في حالات شديدة من الركود الاقتصادي.
- الأزمة المالية العالمية عام 2008: أدى الانهيار الذي حصل في الأسواق المالية والأنظمة المصرفية العالمية في العديد من البلدان إلى حدوث خسائر فادحة في النشاط الاقتصادي وزيادة كبيرة في معدلات البطالة.
ما الفرق بين الركود والكساد؟
تتشابه فترات الركود وفترات الكساد في أسباب الحدوث، وعلى الرغم من هذا يكون التأثير السلبي للكساد أكبر بكثير من الركود. حيث خلال فترات الكساد ترتفع معدلات البطالة بشكل أكبر ويحدث انخفاضات حادة وسريعة في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى أن فترات الكساد تستمر لفترات أطول بكثير من الركود، وتستغرق وقتًا أطول للتعافي.
ماذا يحدث في حالة الركود الاقتصادي؟
- البطالة: تؤدي فترات الركود الاقتصادي إلى توجه الشركات نحو تخفيض أعداد عمالها وبالتالي ترتفع معدلات البطالة.
- انخفاض أسعار الفائدة: تتجه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة خلال فترات الركود، ذلك بغية تسهيل الحصول على القروض والمساعدة في تحسين الاقتصاد.
- انخفاض أسواق الأسهم: غالبًا ما يرافق فترات الركود حدوث انخفاض في أسعار الأسهم، حيث يتجه المستثمرون نحو الأصول منخفضة المخاطر.
- انخفاض الأجور والرواتب: تعاني الشركات خلال فترات الركود من انخفاض عوائدها، وبالتالي تحاول خفض تكاليفها عن طريق تخفيض الأجور والرواتب.
- انخفاض التجارة الدولية: يؤدي الركود إلى انخفاض الصادرات والواردات في البلد.
- انخفاض الناتج المحلي الإجمالي
- انخفاض معدلات الإنتاج الصناعي والاستثمار
هل يمكن التنبؤ بالركود؟
يعتبر التنبؤ بالركود الاقتصادي في المستقبل أمراً صعبًا. فعلى سبيل المثال، ظهر وباء كوفيد 19 بشكل مفاجئ للغاية في أوائل عام 2020، وخلال بضعة أسابيع فقط كانت العديد من الدول قد فرضت إغلاقاً كاملاً، هذا ما تسبب في فقدان الملايين من العمال لوظائفهم. وبالرغم من هذا، هناك عدة مؤشرات تدل على وجود مشكلة تلوح في الأفق، أهمها:
- تراجع ثقة المستهلك: يعتبر الإنفاق الاستهلاكي المحرك الرئيسي للاقتصاد في معظم دول العالم. وبناءً عليه عندما تظهر الدراسات حدوث انخفاض مستمر في ثقة المستهلك، فقد يكون ذلك واحد من أهم العلامات على وجود مشكلة محتملة في الاقتصاد.
- انخفاض مؤشرات الاقتصاد الكلي: تسعى مؤشرات الاقتصاد الكلي إلى التنبؤ بوضع الاقتصاد في المستقبل، على سبيل المثال عندما ينخفض مؤشر أسعار المستهلكين، فقد يدل هذا على احتمالية وجود مشاكل اقتصادية في المستقبل.
- الانخفاض المفاجئ في سوق الأوراق المالية: غالبًا ما يكون الانخفاض الكبير والمفاجئ في الأسواق المالية علامة قوية على حدوث ركود مستقبلي، حيث يتجه معظم المستثمرين نحو بيع ممتلكاتهم من الأسهم تحسبًا للتباطؤ الاقتصادي.
- ارتفاع معدلات البطالة: كلما ارتفعت معدلات البطالة زادت احتمالية حدوث الركود الاقتصادي.
كيف تنتهي فترات الركود؟
تنتهي فترات الركود عندما يعود النمو الاقتصادي مرة أخرى ، بغض النظر عن مدى بطء حدوث ذلك. حيث يجب على الحكومات القيام بالعديد من التدابير، أهمها: اتباع سياسات التسهيل الكمي التي تشمل تحفيز الإنفاق وإجراء تخفيضات ضريبية لمساعدة المستهلكين، بالإضافة إلى قيام البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة قصيرة الأجل، شراء السندات الحكومية بغية رفع حجم كتلة النقود المتداولة بين الأفراد، خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي مما يزيد من قدرة المصارف على منح القروض.
اقرأ عن:الاقتصاد الكلي مفتاح النجاح في عالم الاستثمار
كيف يجب أن يتعامل الأفراد مع حالات الركود الاقتصادي؟
يوجد العديد من الطرق للتعامل مع الأزمات الاقتصادية الحالية والمستقبلية، أهمها:
- زيادة المدخرات، وإنشاء صندوق تحوط للطوارئ.
- الاستثمار في الشركات التي تقوم بإنتاج المواد الأساسية مثل شركات الغذاء والدواء.
- شراء الأصول الآمنة مثل الذهب
- تقليل النفقات، من خلال تحديد الأولويات وتجنب الإسراف.
الأسئلة الشائعة:
1-هل يرتفع الذهب في فترات الركود الاقتصادي؟
نعم، ترتفع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة خلال فترات الركود.
2-كم تستمر فترات الركود؟
يعتبر حدوث الركود حالة متكررة وجزء طبيعي من الدورة الاقتصادية، وعلى الرغم من هذا تعتبر معظم فترات الركود الاقتصادي غير طويلة، حيث بالغالب تستمر ما بين 8 أشهر إلى 18 شهراً.
3-ما هي أفضل الأصول للاستثمار أثناء فترات الركود؟
يعتبر الاستثمار في العقارات واحد من أفضل الاستثمارات خلال فتراد الركود الاقتصادي.
4-كيف يمكن تقليل المخاطر عند الاستثمار في فترات الركود؟
يمكن تقليل المخاطر عن طريق التنويع في فئات الأصول الاستثمارية، بالإضافة إلى استشارة متخصصي الاستثمار.
المصادر:
- https://www.nerdwallet.com/article/finance/are-we-in-a-recession
- https://www.investopedia.com/terms/r/recession.asp
- https://www.imf.org/external/pubs/ft/fandd/basics/recess.htm
- https://www.forbes.com/advisor/investing/what-is-a-recession/
- https://www.rba.gov.au/education/resources/explainers/recession.html