الدرس الثالث: بنية الشمعة اليابانية
يقول المثل الياباني: “لا يمكنك العبور بالقارب بدون المجاديف”. وفي هذا القسم، سوف نقدم لك المجاديف التي تحتاجها تعلم قراءة الشموع اليابانية ، حيث سنتطرق هنا إلى البنية الحقيقية للشمعة، والتي تتكون من نفس عناصر العامود في رسم الأعمدة البياني: سعر الافتتاح، وأعلى سعر، وأدنى سعر، وسعر الإغلاق. وسوف نتطرق أيضًا إلى تطبيقات الشمعة الأساسية، ونبدأ في استخدام قوة رسم الشموع اليابانية.
في هذا المقال سوف نتحدث عن:
- تعلم قراءة الشموع اليابانية
- كيف تحدد عناصر الشمعة اليابانية الواحدة.
- كيف تدرك الفرق بين الجسم الحقيقي للشمعة والظل التابع لها.
- كيف ترسم شمعة يابانية.
المصطلحات الأساسية الواردة في هذا المقال:
- جسم الشمعة الحقيقي.
- جسم الشمعة الحقيقي الأبيض.
- جسم الشمعة الحقيقي الأسود.
- الظل العلوي.
- الظل السفلي.
يستخدم المحللين الفنيين ثلاثة أنواع أساسية من الرسوم البيانية: الرسم البياني الخطي، ورسم الأعمدة البياني، ورسم الشموع اليابانية البياني (ويعتبر رسم “Point and Figure” رسم إضافي بديل، ولكن لا يظهر عليه سعر الافتتاح، وأعلى سعر، وأدنى سعر، وسعر الإغلاق). أما الرسم البياني الخطي، فيتكون من مجموعة من النقاط التي تمثل عادةً أسعار الإغلاق، والتي يتم توصيلها مع بعضها البعض لتكون منحنى خطي في النهاية. وكما هو الحال مع رسم الأعمدة البياني، والذي يمثل فيه أعلى وأدنى نقطة من كل عامود أعلى وأدنى سعر خلال إطار زمني محدد، كذلك هو الوضع في رسم الشموع اليابانية. وفي كل عامود، يظهر خط أفقي صغير للغاية على اليسار للإشارة إلى سعر الافتتاح، وخط صغير آخر على اليمين للإشارة إلى سعر الإغلاق. وعند تعلم قراءة الشموع اليابانية و استخدامها ، نقوم برسم جسم حقيقي للشمعة عن طريق الربط بين سعر الافتتاح وسعر الإغلاق. ويقدم لنا هذا الأمر صورة كاملة وسريعة عن حركة السعر، ويدلنا على الإحساس العام السائد في السوق.
كيف يمكنك تعلم قراءة الشموع اليابانية بسهولة ؟
يمثل الجسم الحقيقي-الجزء المستطيل في الشمعة- مدى حركة السعر بين سعر الإغلاق والافتتاح. وإذا كان جسم الشمعة الحقيقي باللون الأبيض، فإذن هذا يخبرنا أن سعر الإغلاق عند مستوى أعلى من سعر الافتتاح، لأن قمة جسم الشمعة الحقيقي يمثل سعر الإغلاق، بينما يمثل قاع الجسم الحقيقي سعر الافتتاح. أما جسم الشمعة الحقيقي باللون الأسود يوضح لنا أن سعر الإغلاق عند مستوى أقل من سعر الافتتاح، حيث يمثل قاع جسم الشمعة الحقيقي الأسود سعر إغلاق الجلسة، بينما تمثل قمة جسم الشمعة الحقيقي الأسود سعر افتتاح الجلسة. ومن الجدير بالذكر أن كلمة “الجلسة” هنا تشير إلى أي إطار زمني بدايةً من الخمس دقائق وحتى شهر كامل.
أما الخط العمودي الذي يعلو جسم الشمعة الحقيقي، والخط السفلي الممتد أسفله، فيُطلَق عليهما الظل العلوي والظل السفلي على التوالي. وتمثل أعلى نقطة في الظل العلوي أعلى سعر في الجلسة، بينما تمثل أدنى نقطة في الظل السفلي أدنى سعر في الجلسة. وعلى الرغم من أن رسم الشموع اليابانية يستخدم نفس البيانات التي يستخدمها رسم الأعمدة البياني، إلا أن اللون الخاص بجسم الشمعة الحقيقي، وطولها، والظلال تعطي للتاجر معلومات حول الرابح في المعركة القائمة بين المضاربين على ارتفاع السعر والمضاربين على انخفاضه. على سبيل المثال، عندما يكون جسم الشمعة الحقيقي أسودًا، يكون ذلك معناه أن السهم قد أغلق عند مستوى أقل من مستوى الافتتاح، الأمر الذي يجعلنا نميز إذا ما كان إغلاق هذا السهم سلبي أم إيجابي. ولم يكتشف هؤلاء الذين يراقبون حركة السعر على الرسم البياني لساعات طويلة سهولة قراءة رسم الشموع اليابانية فقط، وإنما اكتشفوا أيضًا أن هذا النوع من الرسوم البياني تعطي إشارات قوية للغاية قد يغفل عنها رسم الأعمدة البياني.
يوضح الشكل (1-1) التكوين الأساسي للشمعة اليابانية. في الرسم (أ) كان سعر افتتاح السهم عند المستوى 30، والإغلاق عند المستوى 35، بينما سجل أعلى سعر له عند 37 وأدنى سعر عند 29. وفي الرسم (ب)، كان سعر افتتاح السهم عند المستوى 35 والإغلاق عند المستوى 30، بينما سجل أعلى سعر له عند 37 وأدنى سعر عند 29.
|
وكما هو الحال في رسم الأعمدة البياني، تمثل كل شمعة في رسم الشموع اليابانية إطار زمني محدد. ففي رسم الشموع اليابانية الأسبوعي، تمثل كل شمعة أسبوع واحد، بينما تمثل يوم واحد في الرسم البياني اليومي، وتمثل خمسة عشر دقيقة في الرسم البياني للخمسة عشر دقيقة.
بعد تعلم قراءة الشموع اليابانية فما هي العلاقة بين الشموع اليابانية والإحساس العام في السوق؟
من أكثر المميزات أهمية الخاصة باستخدام الشموع اليابانية هي أنها تعطي صورة فورية عن إحساس التجار والمستثمرين تجاه سهم معين في سوق الأسهم أو عملة معينة في سوق العملات أو أي سوق آخر. فإذن كان جسم الشمعة الحقيقي طويل وممتد، فإن هذا يعني أن رأي التجار قوي للغاية، سواء تجاه الاتجاه الصعودي أو الهبوطي. وعلى النقيض من ذلك، وكما سترى في المقالات التالية، يعني الجسم الحقيقي القصير للشمعة أن المضاربين على هذا السهم أو العملة ليس لديهم رأي قوي، حيث يصرّ المضاربون على الارتفاع (المشترون) على الاحتفاظ بالسعر مرتفعًا، بينما يضغط المضاربون على الانخفاض (البائعون) على السعر لينخفض للأسفل.
أثناء دراسة الشموع اليابانية لاحظ جسم الشمعة الحقيقي الأبيض والطويل في الشكل (1-1 أ)، حيث يوضح هذا الرسم ارتفاع سعر الإغلاق بعدة نقاط عن سعر الافتتاح (5 نقاط في هذا المثال)، وهو أمر إيجابي للغاية ويشير إلى أن الإحساس العام في السوق يعزز من الاتجاه الصعودي. وفي الشكل (1-1 ب)، لاحظ جسم الشمعة الحقيقي الأسود الطويل، والذي يشير إلى انخفاض سعر الإغلاق بعدة نقاط عن سعر الافتتاح، وهو أمر سلبيًا ويعكس الإحساس العام في السوق والذي يعزز من الاتجاه الهبوطي.
ويخبرنا الظل العلوي في الرسم (1-1 أ) أن ضغط الشراء تسبب في دفع السعر للأعلى ليسجل أعلى مستوى له عند 37. ولكن على الرغم من أن هذا السهم قد تمكن من الإغلاق عند مستوى مرتفع نسبيًا في الجلسة، إلا أن المشترين لم يتمكنوا من الحفاظ عليه عند مستوى 37 عند الإغلاق. أما الظل السفلي في الشكل ذاته، فيوضح لنا أن ضغط البيع قد أجبر السعر على الانخفاض ليسجل أدنى مستوى له عند 29. وعلى الرغم من ذلكن تمكن المشترون من تقديم الدعم هناك دافعين السعر إلى الأعلى ليغلق عند مستوى 35، أي أعلى بست نقاط من أدنى مستوى كان قد سجله في الجلسة.
الفترات الزمنية الحاسمة خلال يوم التداول
في الوقت الذي نتحدث فيه عن تعلم قراءة الشموع اليابانية للتعرف علي أسعار الافتتاح والإغلاق، فإننا نعلم أن اليابانيين قد وضعوا أهمية كبيرة للفترات الزمنية الحاسمة خلال التداول اليومي . ويؤمن اليابانيون –كما هو الحال مع أغلب المحللين الغربيين- بأن أول أربع ساعات في يوم التداول تحدد نغمة التداول لبقية اليوم، حيث يقول اليابانيون: “تعتبر أول أربع ساعات في الصباح بمثابة الدفة لبقية اليوم”.
في بداية يوم التداول، يقوم السوق باستيعاب الأحداث التي حدثت منذ إغلاق اليوم السابق. ونتيجة لذلك، تكتسب الأسعار غالبًا في السوق في بداية يوم التداول سرعة في التغير. ومن الممكن أن يتسبب تأثير رد فعل السوق في حدوث تغيرات جوهرية في أسعار الأسهم الفردية، أو في مجموعات الأسهم الصناعية. ومع نهاية الساعة الأولى من التداول، قد تخمد قليلاً أي حركات مضطربة في نشاط التداول، ويكتسب المضاربون في السوق نقطة وصل يمكنهم العمل من خلالها.
وهناك قول أمريكي مأثور يقول: “يفتتح السوق الأشخاص غير المحترفين، بينما يغلقه المحترفون”. وعلى الرغم من أنه من المبالغ فيه افتراض أن المبتدئين هم الذين يفتتحون السوق، إلا أن إغلاق السوق في حقيقة الأمر ينتج عنه الكثير من الأمور النفسية. وخلال الساعة الأخيرة بالأخص من يوم التداول، يقوم العديد من التجار في السوق بتعديل صفقاتهم، حيث تعتبر تلك الساعة هي الوقت الذي يقرر فيه التجار والمستثمرين والمديرين الاستثماريين إذا ما كانوا سيحتفظون بصفقاتهم أم لا. وبالتالي، ليس من الغريب أن ينتج في الساعة الأخيرة من يوم التداول سرعة كبيرة في التغير في الأسعار، وذلك نتيجة للأحاسيس القوية وتزايد كثافة حجم التداول.ونظرًا لأن ساعات الافتتاح والإغلاق قد تكون فترات مضطربة من التداول، عليك باتخاذ الحيطة والحذر إن كنت ترغب في دخول السوق في تلك الفترات.
يمكنك التعرف علي شرح الشموع اليابانية للمبتدئين
في المقال التالي، سوف نناقش أمرًا من أكثر الأمور أهمية في عالم دراسة الشموع اليابانية ، ألا وهو الحصول على مؤشرات مبكرة تحذر من تغير اتجاه السعر. وسواء كان اتجاه السعر عبارة عن اتجاه ناضج، أو ممتد، أو قصير، أو متوسط المدى، يمكن للشموع اليابانية ونماذجها أن تعطي إشارات قوية تفيد بإذا ما كان هناك انتقال للسيطرة من يد المضاربين على الارتفاع إلى المضاربين على الانخفاض، أو العكس، أو حتى تفيد بأن هذا الانتقال وشيك الحدوث. وجدير بالذكر أن مثل تلك المعلومات قد تكون حاسمة للغاية بالنسبة للتاجر، إلا أن إدراك المستثمر لها قد يصنع فرقًا بين الحفاظ على الأرباح أو تركها للسوق. وسوف تساعدك تلك المواد في هذا المقال على تعلم كيفية تفسير تلك الإشارات.