ما هي العملات الرقمية
ما هي العملات الرقمية؟ عملات غير مرئية وغير ملموسة، ومع ذلك أحدثت انقلابا في الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم. يعرفها البعض باسم العملات الرقمية، بينما يطلق عليها البعض الآخر العملات المشفرة، والاسم الشائع بين العامة هو الكريبتو. قلبت هذه العملات الموازين وأثارت من ناحية طموح الثراء لدى الكثيرين، ومن ناحية أخرى كانت مصدر قلق لدى الحكومات والبنوك المركزية. سهّلت هذه العملات عمليات تحويل الأموال والمدفوعات عبر الانترنت بدرجة كبيرة، فوجدت البنوك المركزية نفسها في مأزق. وهنا ظهرت المخاوف من الخطورة التي تمثلها العملات المشفرة الرقمية على الاقتصاد واستقراره وحتى على الأمن القومي بسبب انعدام الرقابة على التحويلات المالية التي تتم باستخدام تلك العملات. وفي الوقت ذاته، كان هناك تحديًا أمام البنوك المركزية لتواكب هذا التطور على عالم المدفوعات عبر الانترنت، ولتتعايش مع هذا العهد الاقتصادي الجديد الذي يعتمد بدرجة كبيرة على مجموعة من الأرقام والرموز والمعادلات الرياضية المعقدة. ولهذا، اتجهت الكثير من البنوك المركزية من مختلف الدول حول العالم إلى ربط عملتها بالعملات المشفرة المستقرة.
يتزايد رواج وانتشار العملات المشفرة الرقمية على مستوى العالم يومًا بعد يوم. وليس شرطًا أن تكون مهتم حتى بالتداول والأرباح من الأسواق المالية، حيث يتخطى استخدام هذه العملات والتقنية التي تعمل بها (تقنية البلوكشين) عالم التداول بمراحل. لقد أثبتت هذه العملات تأثيرها المباشر على الاقتصاد العالمي، خاصةُ مع دخول كبار المستثمرين ورجال الأعمال في الاستثمار فيها، ويأتي في مقدمتهم “إيلون ماسك”، باعتبارها الطريق الأسرع لتحقيق الأرباح الأكبر. قرر “ماسك” صاحب سيارات “تسلا” قبول دفع قيمة تلك السيارات بطريقة العملة الرقمية. وسار على خطاه عدد كبير من كبرى الشركات على مستوى العالم. وهنا يأتي السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من الناس.. ما هي العملات الرقمية؟
ما هي العملات الرقمية؟
العملة الرقمية التي يُشار إليها باسم الكريبتو، هي عملة افتراضية تعمل عن طريق تقنية التشفير الآمن، وهي طريقة محمية لنقل المعلومات. كما أن الكريبتو يمثل نظام من أنظمة الدفع الإلكتروني، ولا يعتمد على البنوك ولا يخضع لأي سلطة نقدية مركزية، وإنما يعمل بتقنية البلوكشين.
ظهرت فكرة الكريبتو عام 1998. وبحلول عام 2009، أصبحت عملة البيتكوين، أول وأشهر عملة رقمية، واقعًا ملموسًا. واليوم، أصبحت هناك الآلاف من العملات المشفرة في جميع أنحاء العالم. وبينما تعتبرها العديد من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية أصولًا مالية، هناك من يعتبرها استثمارات قابلة للتداول.
حقائق عن العملات الرقمية
حتى تقرر إذا ما كان التداول في العملات المشفرة خيارًا جيدًا بالنسبة لك، لابد في تفهم أولاً ماهية هذه العملات وكيفية عملها. ويما يلي بعض أهم الحقائق الأساسية العملة المشفرة الرقمية
- العملة المشفرة هي عملة رقمية افتراضية لا مركزية، تستخدم نظام التشفير لحماية المعاملات المالية وتسجيلها بشكل آمن. ولا توجد جهة تقوم بإصدارها، كما أنه لا يشرف عليها أي سلطة مركزية.
- للعملات الرقمية ثلاثة أنواع رئيسية: إثبات العمل (PoW) وإثبات الحصة (PoS) والعملات المستقرة. ولكل منها طريقة عمل مختلفة.
- على الرغم من أنه يمكن الاستثمار في العملات المشفرة الرقمية، إلا أنها تمثل أصول جديدة وتكون حركتها متقلبة في الغالب. وبالتالي يكون على المستثمرين انتقاء ما سيشترونه من هذا النوع من العملات واختيارها بعناية.
تُعًد العملات الرقمية عملات جديدة إلى حد ما بالنسبة لأغلب الناس، ولا تشبه في طبيعتها العملات التقليدية الرسمية الصادرة عن الحكومة. ومن بين ما يميز هذا النوع من العملات أنه لا يتم استخدامها كمدفوعات أو في بعض المشتريات فحسب، وإنما يمكن تشفيرها، حيث يعتبر التشفير في حد ذاته خيارًا استثماريًا إذا ما تم استخدامه بالشكل الصحيح.
وحتى تتخيل ما هي العملات الرقمية، سنذكر فيما يلي بعض الاختلافات فيما بينها وبين العملة الورقية التقليدية:
ما هي العملة الورقية التقليدية؟
هي تلك العملة الصادرة عن الحكومة مثل الدولار الأمريكي، والريال السعودي، والدينار الإماراتي، والجنيه المصري، وغيرها. ولا تعتبر تلك العملة مخزن للقيمة ولا تكون مدعومة بسلعة مادية مثل الذهب.
قيمة النقد الورقي
بصفتها عملة قانونية، فإن العملة الورقية التقليدية تعتمد على ما يسمى بالعرض والطلب، وهو ما تستخدمه البنوك المركزية. فمن المعروف أن البنوك المركزية هي المسؤولة عن وضع السياسات النقدية ومراقبتها للحفاظ على الوضع الاقتصادي. وعلى سبيل المثال، للبنوك المركزية السلطة لتعديل معدلات العرض من العملة المحلية بهدف السيطرة على معدلات التضخم، وسعيًا منها للحفاظ على استقرار الأسعار. والحقيقة أن هذه هي المهمة الأساسية للبنك المركزي في كل دولة.
العملات الرقمية والعملات الورقية
على عكس العملة الورقية، لا تعتبر العملة الرقمية عملة قانونية، حيث لا شكل مادي لها كما أنها ليست مدعومة من البنوك المركزية أو الحكومات. وبهذا فهي تتعارض مع النظام المصرفي الحالي. والحقيقة أن انتشار هذا النوع من العملات يزيد من صعوبة مهمة البنوك المركزية المتمثلة في الحفاظ على استقرار الاقتصاد من خلال ما تضعه من سياسات نقدية.
استخدام العملات المشفرة في المعاملات المالية
في حالة استخدام العملة الرقمية، تتم المعاملات المالية من خلال ما يسمى بالـ “التشفير”. وهي طريقة لا تخضع لأي سلطة قانونية، وتعتمد في عملها على تقنية البلوكشين. أي أنه بدلاً من تسجيل المعاملات في البنك المركزي، يتم تسجيل المعاملات في سلسلة الكتل (البلوكشين).
هل يدوم انتشار العملات المشفرة الرقمية؟
بداية متواضعة بدأتها العملات الرقمية، إلا أنه منذ ظهورها شهدت تطورًا متسارعًا نادر الحدوث، ووصل الحال إلى وجود مئات منها في الوقت الحالي يتجاوز الـ 750 نوعًا. وكان الهدف الأصلي من هذه العملات هو التحول من النظم المركزية إلى النظم اللامركزية. وبعد ظهور عملة البيتكوين عام 2009، تم إنشاء عملة اللايت كوين عام 2011، وبعدها عملة الاثيريوم عام 2015، وتوالى بعدها ظهور طيف واسع من هذا النوع من العملات. وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر فيما يتعلق بمستقبل تلك العملات، إلا أنه تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعمل بها تلك العملات يؤكد على صعوبة كبح انتشارها.
كانت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد قد حذرت من تجاهل انتشار العملات الرقمية، خاصة مع تراجع الثقة في البنوك نتيجة للأزمات المتعددة التي تعرض لها القطاع المصرفي في أوروبا وأمريكا. ومن هنا زاد ولع الناس وشغفهم بتلك العملات التي لا تخضع للسيطرة أو الرقابة، وأصبحت بالنسبة لهم حلاً آمنًا في عمليات الشراء والبيع والاستثمار والتحويلات المالية، كما أنها وسيلة تشعرهم بالسيطرة على ثرواتهم. وعلى النطاق الأوسع، يشعر الناس ان العملات المشفرة وسيلة لتأمين الأموال من خطر انهيار العملة التقليدية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة على مستوى العالم. وبالتالي يتوقع الخبراء أن تزيد شعبية هذه العملات وإن كان هذا بشكل تدريجي.
اقرأ المزيد: كل ماتريد معرفته حول العملات الرقمية