الدرس الأول: شرح الشموع اليابانية للمبتدئين – ما هي الشموع اليابانية ؟
الشموع اليابانية و تاريخها
شرح الشموع اليابانية ليس بالأمر الصعب كما قد يبدو لك للوهلة الأولى عندما تنظر إلى رسم بياني مرسوم بطريقة الشموع اليابانية .
وأبرز دليل على سهولة استخدام الشموع اليابانية هو أن الكثير من المشاركين في التداول في البورصات حول العالم سواء كانت بورصة الأسهم أو سوق العملات يستخدمون في الوقت الحالي هذه الرسوم البيانية.
و هي في الحقيقة ليست اختراعا جديدا، بل أنها كانت تستخدم من قبل اليابانيين منذ أكثر من 100 عام، وذلك قبل أن يقوم الغرب بتطوير ما يسمى بالعواميد أو الخطوط الغربية أو طريقة العلامة والحرف في عرض حركة أسعار التداول.
مخترع تقنية الشموع اليابانية
في القرن السابع عشر قام رجل ياباني اسمه “هوما” وهو عبارة عن متداول في العقود المستقبلية للأرز باكتشاف علاقة العرض والطلب على الأرز وتأثير ذلك على حركة سعر التداول؛ وفي ذلك الوقت كان السوق يتأثر بصورة كبيرة بالحالة المزاجية والعاطفية للمشاركين في التداول.
وقد فهم ذلك الرجل أن العواطف تلعب دورا كبيرة في معادلة حركة سعر التداول وأنه دائما هناك فرقا بين القيمة الحقيقية للسلعة والسعر المتداول عليها في السوق. ومن الممكن استخدام تلك الفكرة على الأسهم في الوقت الحالي فدائما هناك فرق بين القيمة والسعر وهذا ما يتم التداول على أساسه.
وبمرور الوقت أصبحت الشمعة اليابانية من أكثر الأدوات الفنية استخداما بين المشاركين في التداول في الأسواق المالية حول العالم سواء كانت أسواق الأسهم أو سوق العملات. ولعل السبب وراء شهرتها هو سهولة استخدامها بالتعبير عن حركة عمليات التداول من خلال لون الشمعة وطولها.
شرح الشموع اليابانية و مكوناتها
عند النظر إلى شرح الشموع اليابانية لأول مرة قد يكون من الصعب فهمها قليلا خاصة لمن تعود على استخدام الخطوط الغربية لعرض حركة أسعار التداول. ولكن في الحقيقة فإن المعلومات التي من الممكن الحصول عليها من شموع اليابانية هي تلك التي من الممكن الحصول عليها من الخطوط الغربية أيضا، فمن الممكن معرف سعر الفتح والإغلاق و أعلى سعر و أدنى سعر من خلال النظر إلى شارت الشمعة اليابانية. ولكن قد يكون الفرق بين شارت الخطوط الغربية و شارت شموع اليابانية فيما يسمى بجسم الشمعة وهي المنطقة الوسطى من الشمعة والتي تعرض العلاقة بين سعري الفتح والإغلاق. وهذا هو الأمر الذي يحدد بعد ذلك لون الشمعة سواء كان أبيضا أو أسودا. فإذا كان سعر الإغلاق أعلى من سعر الفتح تكون الشمعة ذات لون أبيض لتعبر عن ارتفاع السعر في ذلك اليوم . وفي حالة كان سعر الفتح أعلى من سعر الإغلاق تكون الشمعة سوداء لتعبر عن يوم هابط في السعر .
الشكل (1) : مكونات الشمعة اليابانية. |
شرح مكونات الشمعة اليابانية
كما هو موضح الشكل شرح الشموع اليابانية ، هناك جسم الشمعة الذي يمثل العلاقة بين سعري الفتح والإغلاق، ويكون فوق وتحت ذلك الجسم ما يسمى بذيول الشمعة والتي تعبر عن أعلى سعر وأدى سعر للجلسة أو خلال الوحدة الزمنية التي تعبر عنها الشمعة اليابانية، سواء كان يوم أو أي وحدة زمنية أخرى. وإذا كان الذيل العلوي قصيرا فإن ذلك يعني أن سعر الافتتاح كان قريبا من أعلى سعر تم تسجيله خلال جلسة التداول. ويكون ذلك بالطبع إن كانت الشمعة بيضاء اللون، والعكس صحيح. وبصورة عامة قد يكون جسم الشمعة طويلا أو قصيرا ومن الممكن أن تكون الذيول طويلة أو قصيرة وذلك حسب عمليات التداول في سوق الفوركس خلال الفترة الزمنية للشمعة.
مقارنة الشمعة اليابانية مع الرسم البياني بالأعمدة ( الخطوط الغربية )
الفرق بين الشموع اليابانية وبين الخطوط الغربية هو في طريقة عرض العلاقة بين سعري الفتح والإغلاق. ففي الخطوط الغربية يكون الاهتمام بمقارنة إغلاق اليوم بإغلاق يوم أمس. في حين أن الشموع اليابانية يكون الاهتمام بعلاقة إغلاق اليوم بفتح نفس يوم التداول سواء في سوق الأسهم أو سوق العملات.
وفي الرسمين البيانيين التاليين، تم استخدام نفس الرسم البياني لنفس الشركة على نفس الإطار الزمني لمعرفة الفرق بين الشمعة اليابانية والخطوط الغربية. ومن الممكن أن نلاحظ أنه بغض النظر عن الطريقة المستخدمة إلا أنه من الممكن معرفة الاتجاه العام للأسعار التداول بمجرد النظر إلى الرسم البياني ولكن الفرق هو فقط في عرض المعلومات قصيرة الأجل ما بين جلسة تداول و جلسة أخرى.
الشكل (2) الرسم البياني اليومي لشركة (IBM) بالخطوط الغربية. |
الشكل (3) الرسم البياني اليومي لشركة (IBM) بالشموع اليابانية. |
النماذج الفنية الخاصة بالشموع اليابانية
في الرسم البياني شرح الشموع اليابانية ( الشارت ) التالي من الممكن أن نرى شمعة سوداء طويلة. وهذه الشمعة السوداء الطويلة تعبر عن حالة نفسية سلبية في السوق أو ضغوط بيع قوية خلال جلسة التداول . وفي خلال تلك الجلسة كان سعر التداول قد ارتفع ومن ثم انخفض بصورة سريعة في مدى سعري كبير أو بمعنى أدق كان الفتح قرب أعلى سعر ثم انخفض السعر ليكون الإغلاق بالقرب من أدنى سعر بحلول نهاية جلسة عمليات التداول.
من ناحية أخرى فإنه هناك أيضا في الرسم البياني التالي نموذج الشمعة البيضاء الطويلة، والتي تعبر عن الحالة النفسية المعاكسة للنموذج السابق، حيث أن معناها وجود قوة شراء في السهم خلال تلك الجلسة، لأن الفتح كان بالقرب من أدنى سعر واستمرت أسعار التداول في الارتفاع بعد ذلك لتغلق بالقرب من أعلى سعر.
وهناك نموذج الشمعة القصيرة وهي عبارة عن شمعة ذات جسم قصيرة سواء كان اسود أو ابيض مهما كان لونه، ولكنه يعبر عن ضيق في نطاق عمليات التداول في ذلك اليوم والمسافة تكون قصيرة بين سعري الفتح والإغلاق، وغالبا ما تعبر تلك الشمعة عن الحيادية في الاتجاه.
شمعة دوجي
قد تكون شمعة “دوجي” من أشهر أشكال الشموع اليابانية. وفي هذه الشمعة يكون سعري الفتح والإغلاق متساوي تقريبا وأطوال الذيول من الممكن أن تتفاوت وفقا لمجريات جلسة التداول. وبشكل عام فإن ذلك النموذج من الشموع اليابانية يعبر عن احتمال انعكاس اتجاه التداول في جلسات التداول التالية.
الخلاصة
شرح الشموع اليابانية بالتفصيل هو شكل من أشكال الرسم البياني ( الشارت ) الذي يفضل استخدامه المحترفين و المبتدئين في البورصات سواء في بورصة الأسهم أو بورصة العملات أو بورصة العملات الرقمية . ويرجع تاريخ الشموع اليابانية إلى القرن السابع عشر عندما استخدمها اليابانيين لمتابعة أسعار الأرز. ومن الممكن أن تستخدم الشموع اليابانية في معرفة الحالة النفسية لدى المشاركين في التداول في سوق الأسهم أو سوق العملات من خلال متابعة بعض نماذج الشموع اليابانية التي من الممكن أن تتكون على رسومها البيانية.