الدرس السادس: الشموع اليابانية الفردية | الجزء الثاني
شمعة الدوجي
في هذا المقال، سوف نركز على شمعة يابانية تعطي إشارة قوية تُعرف باسم شمعة دوجي. وتلعب هذه الشمعة دورًا هامًا في التقنيات الخاصة بالشموع اليابانية، حيث أن ظهورها في سياق الاتجاه الصعودي، خاصة عند منطقة مقاومة، قد يكون إشارة هامة بحدوث تغير أو انعكاس في اتجاه السعر. ومن الطبيعي أن تؤكد الشموع اليابانية التابعة لظهور شمعة “الدوجي” على احتمالية انعكاس اتجاه السعر.
وفي الحقيقة، ظهرت أصداء قدرة شموع الدوجي على توصيل رسالة للسوق في رسالة تلقيتها من طبيب بشري، حيث كتب في رسالته: “كطبيب بشري، أقّر بشدة بساطة وفعالية رسم الشموع اليابانية البياني، فهو كسماعة الطبيب.. بسيط في تصميمه، وقوي في تشخيصه. وبذلك، أعطتني الشموع اليابانية شكلاً من أشكال التحليل الفني مناسب تمامًا لتشخيص صحة أسهمي”.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن:
-
تعريف شمعة “الدوجي”.
- كيفية التعرف على الفرق بين أنواع شمعة “الدوجي”.
- أهمية شمعة دوجي عند ظهورها في الاتجاه الصعودي والاتجاه الهبوطي.
- كيف تفسر ظهور شمعة “الدوجي” عندما تظهر في مجال التداول المحصور.
المصطلحات الأساسية الواردة في هذا المقال:
- شمعة “الدوجي” Doji
- شمعة “اليعسوب” Dragonfly doji
- شمعة “بلاطة الضريح” Gravestone
- الشمعة “الجنوبية” Northern doji
- الشمعة “الشمالية” Southern doji
ألقى اليابانيون الكثير من الأهمية على قوة شمعة “الدوجي”، وخاصة عند ظهورها أثناء سير السوق في اتجاه ناضج، حيث تظهر تلك الشمعة إما منفردة أو على شكل نموذج مكوّن من شمعتين أو ثلاثة. وبذلك، تحذرك هذه الشمعة من احتمالية قرب انعكاس اتجاه السعر.
تمثل شمعة دوجي الجلسة التي تفتح وتغلق عند نفس المستوى، وبالتالي تشبه في شكلها إشارة الزائد (+). وكما هو الحال في شمعة “سبينينج توب”، تشير شمعة “الدوجي” إلى أن السوق في حالة من التوازن بين العرض والطلب. ونظرًا لأن هذه الشمعة تشير إلى مرور السوق بأزمة تردد، فقد يكون ذلك إشارة تحذيرية من أن ارتفاع السوق يفقد زخمه.
وعلى الرغم من أن شمعة “الدوجي” تتميز بأن سعر افتتاحها وإغلاقها يقعان عند نفس المستوى، إلا أن هذه القاعدة تتمتع بقدر من المرونة، فعندما يكون الفرق بين سعر الافتتاح والإغلاق ضئيلاً للغاية، فيمكننا اعتبارها شمعة “دوجي” أيضًا.
وقد تكون سمعت بالقول القديم: “يكره سوق الأسهم حالة التوتر”. ونظرًا لأن شمعة دوجي تعتبر معنى ترادفي للتوتر، فيمكن اعتبار هذه الشمعة تحذير باحتمالية باهتزاز البناء الذي بناه المضاربون على الارتفاع، أو حتى تحطمه. ورغم الأهمية الكبيرة التي تحملها شمعة “الدوجي” في تحذير السوق من أنه يوجد قمة على وشك التكوّن (خاصة بعد شمعة بيضاء طويلة)، إلا أن الإشارة قد تفقد أهميتها عندما يتعرف السوق جيدًا على وجود قاع. ويأتي التأثير السلبي المحتمل أن تتسبب به شمعة “الدوجي” أثناء ظهورها في القمم نتيجة لتحذير هذه الشمعة من حالة التردد في السوق. وبالتالي، قد يكون الإغلاق فوق أعلى سعر في شمعة “الدوجي” دلالة على عودة السيطرة مرة أخرى للمضاربين على الارتفاع.
وعلى الرغم من أن ظهور شمعة “الدوجي” وسط حركة ارتفاع في الأسعار قد يكون إشارة على وصول السوق إلى الذروة، إلا أن ظهور هذه الشمعة في الاتجاه الهبوطي قد لا يكون تحذيرًا بتكوّن قاع في السوق. ولابد للمؤشرات الفنية التقليدية أن تؤكد على تحول اتجاه السوق إلى قاعدة السعر… لماذا؟!! تذكر أن شمعة “الدوجي” تشير إلى حالة التردد في السوق. وبالتالي، فإن حالة التردد والتوتر في سوق وصل إلى ذروة البيع قد تكون مجرد فترة من الراحة يمر بها السوق قبل استئناف اتجاهه الهبوطي.
واعتمادًا على وضع كلاً من سعر الافتتاح وسعر الإغلاق في الجلسة، تمتلك بعض شموع دوجي أسماء خاصة. وتعتبر تلك الشموع (ذات الأسماء المختلفة) إشارات انعكاسية، إلا أنها تشير إلى نتائج أكثر إيجابية أو أكثر سلبية. ومن هذه الأسماء شمعة “يعسوب الدوجي”، وشمعة “بلاطة ضريح الدوجي”، وشمعة ” الدوجي الشمالية”، و “الدوجي الجنوبية”. يوضح الشكل (8-2) هذه الشموع المميزة للـ “دوجي”.
شموع الدوجي ( شكل 8-2 ) |
شمعة اليعسوب
تتكوّن شمعة “اليعسوب” احد شموع دوجي عندما يكون سعر افتتاح وإغلاق الشمعة عند أعلى سعر أو بالقرب منه. ولهذه الشمعة دلالة تصاعدية، حيث يوضح
الظل السفلي الطويل لها أن السعر قد انخفض بحدة أثناء الجلسة، إلا أن ضغط الشراء قد تمكن من دفع السعر للأعلى مرة أخرى ليغلق عند أعلى سعر في الجلسة، أو بالقرب منه للغاية. وإذا كنت تفكر أن شمعة “اليعسوب” تشبه شمعة “المطرقة” ولكن بدون جسم حقيقي، فإنك على حق في ذلك.
انتبه من أن ظهور شمعة “اليعسوب” خلال انخفاض السعر يعني أن السوق في ذروة البيع. ولا يعتبر ظهور شمعة دوجي أمرًا هامًا عند ظهورها خلال انخفاض السعر، إلا أن شمعة “اليعسوب” تعتبر استثناءًا لذلك.
ويُسمى النظير الهبوطي لشمعة “اليعسوب” بشمعة “بلاطة الضريح”، والتي تظهر في الشكل (8-2) أيضًا. وتتميز شمعة “بلاطة الضريح” بأن سعري الافتتاح والإغلاق يقعان عند أدنى مستوى أو بالقرب منه للغاية. ومن شكل هذه الشمعة يمكنك أن تفهم اسمها، حيث أنها تشبه “بلاط الضريح”.
وتكمن قوة شمعة “بلاطة الضريح” في أنها تحذر من انعكاس القمم. تخيل أن الاتجاه الصعودي في السوق تحول إلى ذروة في الشراء، وأن السعر يرتفع مع شموع بيضاء. وأن هناك إشارة على الرسم البياني تخبرك بأن منطقة المقاومة التي كانت عند نفس هذه النقطة مؤخرًا لا تزال موجودة. وبعدها، ظهرت شمعة “بلاطة الضريح”، حيث يفتتح السوق، ثم يرتفع إلى أعلى نقطة في الجلسة (الأمر الواضح عندما يمتد الظل العلوي في الشمعة)، ثم ينخفض إلى أدنى سعر في الجلسة ليغلق هناك. في هذه اللحظة، يكون المضاربين على الانخفاض قد حازوا على سيطرة السوق على الأقل. وإذا انخفضت الشمعة التالية إلى الاتجاه الهبوطي، تكون إشارة الانخفاض قد اكتملت بذلك.
وإذا ارتفعت الشمعة التالية لشمعة “بلاطة الضريح” فوقها، وأصبحت في نهاية تكوّنها شمعة بيضاء طويلة، أو أي شمعة أخرى إيجابية، تبطل بذلك إشارة انعكاس اتجاه السعر المحتمل التي أعطتها شمعة “بلاطة الضريح”.
الفرق بين شمعة دوجي أثناء الاتجاه الصعودي و الهبوطي
وللتفرقة بين شموع الدوجي التي تظهر أثناء الاتجاه الصعودي، وتلك التي تظهر في الاتجاه الهبوطي، فإنني أشير إلى الأولى على أنها شمعة “دوجي شمالية”، والثانية على
أنها شمعة “دوجي جنوبية”. وتُسمى شمعة “الدوجي”التي لها ظل علوي طويل وظل سفلي طويل أيضًا بشمعة “الدوجي ذات الأرجل الطويلة”.
تعطي شمعة دوجي أفضل إشارات عندما تظهر في اتجاه سعر سابق، وذلك عندما تؤكد عليها إشارات من المؤشرات الفنية التقليدية أو نماذج التحليل الفني التقليدي.
في مجموعة المقالات التالية، سوف ننهي مناقشاتنا عن الشموع اليابانية الفردية باكتشاف الإشارات التي تظهر من ماسكي الزمام في السوق (سواء ماسكي زمام الاتجاه الهبوطي، أو ماسكي زمام الاتجاه الصعودي) والأجسام الحقيقية الطويلة لهم. كما سنتحدث عن سيكولوجية السوق التي تعزز من هذه الشموع اليابانية.