البنك الاحتياطي النيوزيلندي
البنك الاحتياطي النيوزيلندي RBNZ هو الاسم الذي يُطلَق على البنك المركزي النيوزيلندي، والذي يعمل بشكل أساسي على توفير الرفاهية الاقتصادية والازدهار لجميع الأفراد النيوزيلنديين. سنتعرف في هذا المقال عن ماهية البنك ونشأته، ومهامه، وهيكله، وكيف تؤثر قراراته على المستثمرين وعلى الأسواق المالية.
ما هو البنك الاحتياطي النيوزيلندي ؟
يعتبر البنك الاحتياطي النيوزيلندي ( Reserve Bank of New Zealand) هو البنك المركزي في نيوزيلندا. تتمثل الوظيفة الأساسية للبنك بموجب قانون البنك الاحتياطي النيوزلندي لعام 1989 في الحفاظ على المستوى العام للأسعار. كما يعمل البنك على إدارة السياسة النقدية في البلد، وإصدار العملة الرسمية، والتحكم بمستويات التضخم من خلال كافة الوسائل المتاحة.
نشأة البنك الاحتياطي النيوزيلندي
تأسس البنك المركزي النيوزيلندي عام 1934 بموجب قانون البنك الاحتياطي النيوزيلندي لعام 1933. يعتبر محافظ البنك هو المسؤول عن إدارة العملة النيوزيلندية، وعن آلية عمل السياسة النقدية في البلد.
في عام 2007، قررت الحكومة النيوزيلندية إعطاء البنك المزيد من المسؤوليات التي تتجلى بزيادة رقابته التنظيمية لتشمل ليس البنوك فقط، بل أيضًا كافة جمعيات البناء والاتحادات الائتمانية وشركات التأمين وشركات التمويل.
والجدير بالذكر أن جميع موظفي البنك يعملون ضمن إطار التسلسل الهرمي الإداري.
اقرأ عن: البنك المركزي الياباني
هيكل البنك المركزي النيوزيلندي
يتكون الهيكل التنظيمي للبنك من فريق القيادة العليا المؤلف من الرئيس التنفيذي/ المحافظ وثماني أعضاء رئيسين، وهم مسؤولون عن: الإدارة العامة للاستراتيجية والحوكمة والاستدامة، إدارة المخاطر والامتثال والخدمات القانونية (CRO)، إدارة التحول والابتكار والثقافة، إدارة المال، إدارة المعلومات والبيانات والتحليلات، الحفاظ على الاستقرار المالي، إدارة الحلول الرقمية والأمن (CSO)، إدارة الشؤون المالية والتجارية.
مهام البنك المركزي النيوزيلندي
يتولى البنك المركزي النيوزيلندي العديد من المسؤوليات، من أهمها:
- إصدار وإدارة الدولار النيوزيلندي.
- إدارة السياسة النقدية بشكل مستقل بغية الحفاظ على استقرار المستوى العام للأسعار.
- إبقاء معدلات التضخم بالقرب من المعدل المستهدف.
- تحديد أسعار الفائدة الرسمية
- إدارة الاحتياطيات الأجنبية
- الحفاظ على الأنظمة المالية بشكل آمن وسليم وفعال.
- تسوية المدفوعات بين كافة البنوك النيوزيلندية
- القيام بعمليات السوق المفتوحة، والتي تشمل بيع السندات الحكومية وشرائها
- تحقيق أقصى قدر من العمالة المستدامة
- تنظيم عمل المؤسسات المصرفية وحمايتها من التحايل والممارسات الفاسدة
من هو محافظ البنك الاحتياطي النيوزيلندي ؟
يعتبر محافظ البنك الاحتياطي مسؤولاً أمام الحكومة عن أداء البنك، ولكن في غالبية المجالات الأخرى يتمتع المحافظ بالاستقلال القانوني حول كيفية تحقيق النتائج.
يدعى المحافظ الحالي للبنك الخبير الاقتصادي النيوزيلندي السيد ” أدريان أور” الذي تولى المنصب في 27 مارس عام 2018، تم تعين السيد “أور” من قِبل وزير المالية “جرانت روبرتسون”. والجدير بالذكر أن الحكومة النيوزيلندية قامت في عام 2021 بتمديد فترة حكم السيد “أور” لمدة خمس سنوات أخرى بناءً على توصية مجلس إدارة البنك.
أشهر محافظي البنك المركزي النيوزيلندي
- جرانت سبنسر: استلم إدارة البنك النيوزيلندي المركزي من عام 2017 إلى عام 2018.
- غرايم ويلر: : استلم إدارة البنك النيوزيلندي المركزي من عام 2012 إلى عام 2017.
- آلان إي بولارد : استلم إدارة البنك النيوزيلندي المركزي من عام 2002 إلى عام 2012.
- دونالد تي براش: استلم إدارة البنك النيوزيلندي المركزي من عام 1988 إلى عام 2002.
- سبنسر تي راسل: استلم إدارة البنك النيوزيلندي المركزي من عام 1984 إلى عام 1988.
أهم البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات البنك النيوزيلندي
تعتمد القرارات التي يتخذها البنك المركزي النيوزيلندي بشأن تحديد أسعار الفائدة والقضايا المالية الأخرى إلى تحليل شامل للمؤشرات الاقتصادية الكلية المحلية والعالمية والتي تشمل كلًا من معدلات التضخم السائدة ومعدلات البطالة ونسبة الناتج المحلي الإجمالي وأسعار صرف العملة النيوزيلندية مقابل العملات الأخرى.
كما يتم تحديد إجراءات السياسة النقدية المتبعة في البلد بناءً على التطورات الاقتصادية الحاصلة في العالم، والتي تشمل التقلبات في أسعار السلع الأساسية، والاضطرابات التجارية، والأحداث الجيوسياسية. فمثلاً إذا توقع البنك النيوزيلندي حدوث تباطؤً في نمو الاقتصاد العالمي، فقد يلجأ إلى اتخاذ موقف أكثر مرونة بغية دعم الاقتصاد النيوزيلندي.
اقرأ عن: البنك المركزي الاسترالي
ما هي أشهر الانتقادات التي وُجِهَت إلى البنك المركزي النيوزيلندي؟
يعتبر أشهر انتقاد وجه للبنك النيوزيلندي المركزي من قِبل الخبراء الاقتصاديين هو فشل البنك في تحقيق معدل التضخم المستهدف، وتحقيق التوقعات الاقتصادية المطلوبة الأخرى، وخصوصًا في فترة انتشار وباء كورونا، حيث كان من المفترض أن يتم تشديد السياسة النقدية منذ بداية انتشار الوباء.
ما هي أبرز التحديات التي واجهها البنك المركزي النيوزيلندي؟
واجه البنك المركزي النيوزيلندي العديد من التحديات، أهمها:
- ارتفاع أسعار أسواق الطاقة العالمية: يواجه بنك نيوزيلندا المركزي تحديًا كبيراً يتمثل في ارتفاع أسعار المواد النفطية والغاز الطبيعي عالميًا، والجدير بالذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل ضخم، مما أثر بشكل سلبي على الميزانية العمومية للبنك.
- عدم اليقين: تعاني دول العالم في الفترة الحالية من حالة عدم يقين بشأن الظروف الاقتصادية السائدة بشكل كبير، كما أصبحت المخاطر غير القابلة للقياس صفة أساسية للبيئة الاقتصادية التي يواجها بنك نيوزيلندا المركزي. وللتعامل مع هذه الحالة يتوجب على البنك أن يضع سياسات مالية قوية ومرنة قادرة على استيعاب التطورات الاقتصادية المفاجئة.
- تغير المناخ: باتت الآثار الاقتصادية السلبية لقضايا تغير المناخ تحدي مهم بالنسبة لبنك نيوزيلندا المركزي. حيث وضع البنك قانون يلزم البنوك والمؤسسات المالية على الإفصاح عن تأثير أزمة تغير المناخ على أعمالها بشكل دقيق.
ما هي أبرز الأزمات التي تعرض لها البنك الاحتياطي النيوزيلندي ؟
واجه البنك المركزي النيوزيلندي العديد من الأزمات، أهمها:
- الحرب الروسية الأوكرانية: أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حدوث اضطرابات كبيرة في التجارة العالمية، وتقلبات شديدة في أسعار الغذاء والوقود، وكلها عوامل تساهم في ارتفاع مستويات التضخم داخل الاقتصاد النيوزيلندي.
- انتشار جائحة كوفيد 19: أدى انتشار فيروس كورونا وما تبعه من عمليات الإغلاق المتكررة لغالبية المعامل والمصانع والمؤسسات في البلد إلى حدوث انخفاض كبير في قيمة العملة النيوزيلندية.
- أزمة الرهن العقاري 2007: انفجرت الأزمة بسبب انهيار ما يسمى ب ” الفقاعة العقارية” نتيجة تساهل البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء قروض بدون ضمانات، هذا ما أدى إلى حدوث العديد من الانهيارات لكبرى المؤسسات المالية في مختلف أنحاء العالم.
أهم البيانات الاقتصادية الصادرة عن البنك المركزي النيوزيلندي؟
يصدر البنك النيوزيلندي العديد من البيانات، من أهمها:
- تقرير الاستقرار المالي
- توقعات التضخم
- معدل الإنفاق بالكروت الائتمانية
- قرار سعر الفائدة
- بيان السياسة النقدية
من يسيطر على البنك المركزي النيوزيلندي؟
بخلاف البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، فإن بنك الاحتياطي النيوزيلندي ليس لديه أي عناصر ملكية خاصة. البنك مملوك بشكل كامل من قبل الحكومة النيوزيلندية، في حين تذهب الإيرادات الإضافية التي يحققها إلى حسابات التاج.
ما هو قرار الفائدة الصادر عن البنك المركزي النيوزيلندي؟
يقوم فريق الإدارة العليا في البنك بعقد ثماني اجتماعات دورية خلال العام يتم فيها تحديد سعر الفائدة على المدى القصير. وبعد الاجتماع ينشر البنك بيانًا يتضمن القرار الخاص بسعر الفائدة المحدد، وتعليق مختصر عن الأوضاع الاقتصادية السائدة التي أثرت على قراره، كما يحتوي البيان على إشارات مبدئية فيما يتعلق بنتيجة اجتماعات فريق الإدارة العليا في المستقبل.
كيف يغير البنك المركزي النيوزيلندي أسعار الفائدة؟
يعتمد قرار تحديد سعر الفائدة الذي يتخذه البنك في الغالب على مستويات التضخم السائدة. لأن الهدف الأساسي للبنك المركزي النيوزيلندي هو الحفاظ على استقرار الأسعار؛ وبالتالي عندما يرتفع معدل التضخم فوق مستوى 2%، فإن البنك يتخذ قرار رفع أسعار الفائدة في محاولة لتهدئة الأسعار. وعل خلاف ذلك عندما تكون معدلات التضخم تحت مستوى 2%، فإن البنك يتخذ قرار خفض أسعار الفائدة في البلاد.
اقرأ عن: البنك المركزي الكندي
ما هو تأثير رفع سعر الفائدة النيوزيلندية وخفضها على الأسواق المالية؟
يؤدي قرار رفع أسعار الفائدة إلى ارتفاع قيمة العملة النيوزيلندية، وذلك لأن الفائدة المرتفعة تجذب المستثمرين الأجانب الراغبين في الحصول على عوائد مرتفعة على أموالهم مع تحمل مستوى مخاطر منخفض، مما يزيد الطلب على الدولار النيوزيلندي. ولكن هذا أيضًا يساهم في تخفيض قيمة الأسهم والسندات والمؤشرات وباقي الأوراق المالية المتداولة. بينما يمكن أن يؤدي قرار خفض أسعار الفائدة أو تنفيذ سياسات التسهيل الكمي (أي زيادة المعروض النقدي من خلال قيام الحكومة بشراء السندات الحكومية من الشعب) إلى انخفاض قيمة العملة النيوزيلندية، لأنه يساهم في تقليل عدد المستثمرين الأجانب، كما يساهم في زيادة قيمة الأسهم والسندات والمؤشرات وباقي الأوراق المالية المتداولة.
كيف تؤثر قرارات السياسة النقدية لبنك نيوزيلندا المركزي على المستثمرين؟
يعد قرار فريق الإدارة العليا بشأن تحديد أسعار الفائدة حدثًا مهمًا لمعظم المستثمرين في البورصات. حيث أنه بناءً على هذا المعدل تحدث العديد من التغييرات في كمية الطلب على السندات والأسهم والأدوات المالية الأخرى. ولذلك يبحث المستثمرين عن أي مؤشر يبين ما ستكون عليه أسعار الفائدة في البلد مستقبلاً. فإذا استطاع المستثمرين التنبؤ بشكل صحيح، فيمكنهم تعديل استراتيجيتهم الاستثمارية قبل صدور قرار سعر الفائدة من قِبل فريق الإدارة العليا، وبالتالي الحصول على المزيد من العوائد.
هل حقق بنك نيوزيلندا هدف التضخم عند 2%؟
لا، لم يحقق البنك معدل التضخم المستهدف، حيث بلغت معدلات التضخم حوالي 4.7% وهي لا تزال أعلى من المعدل المستهدف.
الأسئلة الشائعة:
كم سعر الفائدة في نيوزيلندا؟
يبلغ سعر الفائدة في نيوزيلندا حوالي 5.5%.
هل تؤثر سياسات البنك الاحتياطي النيوزيلندي على أسواق الفوركس العالمية؟
يعتبر افتصاد نيوزيلندا واحد من أكبر ثماني اقتصادات في العالم، وعليه تتمتع السياسات النقدية للبنك المركزي النيوزيلندي بتأثير كبير على أسواق الفوركس العالمية.
كيف يتم تحديد سعر صرف الدولار النيوزيلندي؟
يتم تحديد سعر صرف العملة النيوزيلندية مقابل العملات الأخرى من خلال سياسة العرض والطلب لكل عملة.
من هو محافظ البنك المركزي النيوزيلندي؟
يدعى المحافظ الحالي لبنك نيوزيلندا المركزي السيد ” أدريان أور” الذي استلم إدارة البنك منذ عام2018 .
هل البنك المركزي النيوزيلندي مستقل عن الحكومة؟
يعتبر البنك النيوزيلندي المركزي مثله مثل البنوك المركزية الأخرى في العالم، مملوك من قبل الحكومة النيوزيلندية منذ عام 1936 وهو مسؤول أمام البرلمان.
المصادر:
- https://www.rbnz.govt.nz/monetary-policy/about-monetary-policy
- https://catalogue.data.govt.nz/organization/about/reserve-bank-of-new-zealand
- https://www.sanctionscanner.com/knowledge-base/reserve-bank-of-new-zealand-rbnz-582
- https://www.dowjones.com/professional/risk/glossary/regulatory-bodies/reserve-bank-new-zealand/
- https://www.investopedia.com/terms/r/reserve-bank-of-new-zealand.asp